وقوله: ﴿فاكتبنا مع الشاهدين﴾ [آل عمران/٥٣] أي: اجعلنا في زمرتهم إشارة إلى قوله: ﴿فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم... ﴾ الاية [النساء/٦٩] وقوله: ﴿مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها﴾ [الكهف/٤٩] فقيل إشارة إلى ما أثبت فيه أعمال العباد. وقوله: ﴿إلا في كتاب من قبل أن نبرأها﴾ [الحديد/٢٢] قيل: إشارة إلى اللوح المحفوظ، وكذا قوله: ﴿إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير﴾ [الحج/٧٠]، وقوله: ﴿ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين﴾ [الأنعام/٥٩]، ﴿في الكتاب مسطورا﴾ [الإسراء/٥٨]، ﴿لولا كتاب من الله سبق﴾ [الأنفال/٦٨] يعني به ما قدره من الحكمة، وذلك إشارة إلى قوله: ﴿كتب ربكم على نفسه الرحمة﴾ [الأنعام/٥٤] وقيل: إشارة إلى قوله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ [الأنفال/٣٣]، وقوله: ﴿لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا﴾ [التوبة/٥١] يعني: ما قدره وقضاه، وذكر (لنا) ولم يقل (علينا) تنبيها أن كل ما يصيبنا نعده نعمة لنا، ولا نعده نقمة علينا، وقوله: ﴿ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم﴾ [المائدة/٢١] قيل: معنى ذلك وهبها الله لكم، ثم حرمها عليكم بامتناعكم من دخولها وقبولها، وقيل: كتب لكم بشرط أن تدخلوها، وقيل: أوجبها عليكم، وإنما قال: (لكم) ولم يقل: (عليكم) لأن دخولهم إياها يعود عليهم بنفع عاجل وآجل، فيكون ذلك لهم لا عليهم، وذلك كقولك لمن يرى تأذيا بشيء لا يعرف نفع مآله: هذا الكلام لك لا عليك، وقوله: ﴿وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا﴾ [التوبة/٤٠] جعل حكمهم وتقديرهم ساقطا مضمحلا، وحكم الله عاليا لا دافع له ولا مانع، وقال تعالى: ﴿وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث﴾ [الروم/٥٦] أي: في علمه وإيجابه وحكمه، وعلى ذلك قوله: ﴿لكل أجل كتاب﴾ [الرعد/٣٨]، وقوله: ﴿إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله﴾ [التوبة/٣٦] أي: في حكمه.


الصفحة التالية
Icon