انظر: كتاب الذريعة إلى مكان الشريعة ص ٤٤). ويقال: كفر فلان: إذا اعتقد الكفر، ويقال ذلك إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقد، ولذلك قال: ﴿من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقبله مطمئن بالإيمان﴾ [النحل/١٠٦] ويقال: كفر فلان بالشيطان: إذا كفر بسببه، وقد يقال ذلك إذا آمن وخالف الشيطان، كقوله: ﴿فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله﴾ [البقرة/٢٥٦] وأكفره إكفارا: حكم بكفره، وقد يعبر عن التبري بالكفر نحو: ﴿ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض... ﴾ الآية [العنكبوت/٢٥]، وقوله تعالى: ﴿إني كفرت بما أشركتمون من قبل﴾ [إبراهيم/٢٢]، وقوله: ﴿كمثل غيث أعجب الكفار نباته﴾ [الحديد/٢٠] قيل: عني بالكفار الزراع (وهذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ص ٤٥٤) ؛ لأنهم يغطون البذر في التراب ستر الكفار حق الله تعالى بدلالة قوله: ﴿يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار﴾ [الفتح/٢٩] ولأن الكافر لا اختصاص له بذلك.
وقيل: بل عنى الكفار، وخصهم بكونهم معجبين بالدنيا وزخارفها وراكنين إليها. والكفارة: ما يغطي الإثم، ومنه: كفارة اليمين نحو قوله: ﴿ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم﴾ [المائدة/٨٩] وكذلك كفارة غيره من الآثام ككفارة القتل والظهار. قال: ﴿فكفارته إطعام عشرة مساكين﴾ [المائدة/٨٩] والتكفير: ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل، ويصح أن يكون أصله إزالة الكفر والكفران، نحو: التمريض في كونه إزالة للمرض، وتقذية العين في إزالة القذى عنه، قال: ﴿ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم﴾ [المائدة/٦٥]، ﴿نكفر عنكم سيئاتكم﴾ [النساء/٣١] وإلى هذا المعنى أشار بقوله: ﴿إن الحسنات يذهبن السيئات﴾ [هود/١١٤] وقيل: صغار الحسنات لا تكفر كبار السيئات، وقال: ﴿لأكفرن عنهم سيئاتهم﴾ [آل عمران/ ١٩٥]، ﴿لأكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا﴾ [الزمر/٣٥] ويقال: كفرت الشمس النجوم: سترتها، ويقال الكافر للسحاب الذي يغطي الشمس والليل، قال الشاعر:


الصفحة التالية
Icon