ومعنى الآية: من ينضم إلى غيره معينا له في فعلة حسنة يكون له منها نصيب، ومن ينضم إلى غيره معينا له في فعلة سيئة يناله منها شدة. وقيل: الكفل الكفيل. ونبه أن من تحرى شرا فله من فعله كفيل يسأله، كما قيل: من ظلم فقد أقام كفيلا بظلمه، تنبيها أنه لا يمكنه التخلص من عقوبته.
كفؤ
- الكفء: في المنزلة والقدر، ومنه: الكفاء لشقة تنصح (أي: تخاط. يقال: نصحت الثوب: إذا خطته. والنصاح: السلك يحاط به. انظر: اللسان (نصح) ) بالأخرى فيجلل بها مؤخر البيت. يقال: فلان كفء لفلان في المناكحة، أو في المحاربة، ونحو ذلك. قال تعالى: ﴿ولم يكن به كفوا أحدا﴾ [الإخلاص/٤] ومنه: المكافأة. أي: المساواة والمقابلة في الفعل، وفلان كفؤ لك في المضادة، والإكفاء: قلب الشيء كأنه إزالة المساواة، ومنه: الإكفاء في الشعر (الإكفاء في الشعر: أن ترفع قافية وتخفض أخرى. انظر: المجمل ٣/٧٨٨)، ومكفأ الوجه، أي: كاسد اللون وكفيئه، ويقال لنتاج الإبل ليست تامة: كفأة (قال الصغاني: والكفأة والكفأة بالفتح والضم: نتاج الإبل سنة. العباب الزاخر (كفأ) )، وجعل فلان إبله كفأتين: إذا لقح كل سنة قطعة منها.
كفى
- الكفاية: ما فيه سد الخلة وبلوغ المراد في الأمر. قال تعالى: ﴿وكفى الله المؤمنين القتال﴾ [الأحزاب/٢٥]، ﴿إنا كفيناك المستهزئين﴾ [الحجر/٩٥]. وقوله: ﴿وكفى بالله شهيدا﴾ [النساء/٧٩] قيل: معناه: كفى الله شهيدا، والباء زائدة. وقيل: معناه: اكتف بالله شهيدا (انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٢/٥٧؛ ومغني اللبيب ص ١٤٤)، والكفية من القوت: ما فيه كفاية، والجمع: كفى، ويقال: كافيك فلان من رجل، كقولك: حسبك من رجل.
كل
- لفظ كل هو لضم أجزاء الشيء، وذلك ضربان:
أحدهما: الضام لذات الشيء وأحواله المختصة به، ويفيد معنى التمام. نحو قوله تعالى: ﴿ولا تبسطها كل البسط﴾ [الإسراء/٢٩]. أي: بسطا تاما، قال الشاعر:
*ليس الفتى كل الفتى ** إلا الفتى في أدبه*


الصفحة التالية
Icon