انظر: تفسير القرطبي ٤/١٧٠ - ١٧١)، وليس ذلك بشيء بل إنما ذلك إشارة إلى أنكم كنتم كذلك في تقدير الله تعالى وحكمه، وقوله: ﴿وإن كان ذو عسرة﴾ [البقرة/٢٨٠] فقد قيل: معناه: حصل ووقع، والكون يستعمله بعض الناس في استحالة جوهر إلى ما هو دونه، وكثير من المتكلمين يستعملونه في معنى الإبداع. وكينونة عند بعض النحويين فعلولة، وأصله: كونونة، وكرهوا الضمة والواو فقلبوا، وعند سيبويه (الكتاب ٤/٣٦٥) كيونونة على وزن فيعلولة، ثم أدغم فصار كينونة، ثم حذف فصار كينونة، كقولهم في ميت: ميت. وأصل ميت: ميوت، ولم يقولوا كينونة على الأصل، كما قالوا: ميت؛ لثقل لفظها. و (المكان) قيل أصله من: كان يكون، فلما كثر في كلامهم توهمت الميم أصلية فقيل: تمكن كما قيل في المسكين: تمسكن، واستكان فلان: تضرع وكأنه سكن وترك الدعة لضراعته. قال تعالى: ﴿فما استكانوا لربهم﴾ [المؤمنون/٧٦].
كوى
- كويت الدابة بالنار كيا. قال: ﴿فتكوى بها جباههم وجنوبهم﴾ [التوبة/٣٥]. و:
كي
- علة لفعل الشيء، و (كيلا) لانتفائه، نحو: ﴿كيلا يكون دولة﴾ [الحشر/٧].
كاف
- الكاف: للتشبيه والتمثيل، قال تعالى: ﴿مثلهم كمثل صفوان عليه تراب﴾ [البقرة/٢٦٤] معناه: وصفهم كوصفه (سأل مقاتل صاحب التفسير أبا عمرو بن العلاء عن قول الله تعالى: ﴿مثل الجنة التي وعد المتقون﴾ ما مثلها؟ قال: فيها أنهار من ماء غير آسن. قال: ما مثلها؟ فسكت أبو عمرو. قال: فسألت يونس عنها، فقال: مثلها: صفتها. تهذيب اللغة ١٥/٩٥)، وقوله ﴿كالذي ينفق ماله﴾ الآية: البقرة ﴿٢٦٤﴾. فإن ذلك ليس بتشبيه، وإنما هو تمثيل كما يقول النحويون مثلا: فالاسم كقولك: زيد، أي: مثاله قولك: زيد، والتمثيل أكثر من التشبيه؛ لأن كل تمثيل تشبيه، وليس كل تشبيه تمثيلا.


الصفحة التالية
Icon