وضرب أوجده إبداعا كالفلك والسماء ونحو ذلك، وهذا الضرب أشرف وأعلى فيما قيل. ولام الاستحقاق نحو قوله: ﴿لهم اللعنة ولهم سوء الدار﴾ [الرعد/٢٥]، ﴿ويل للمطففين﴾ [المطففين/١] وهذا كالأول لكن الأول لما قد حصل في الملك وثبت، وهذا لما لم يحصل بعد ولكن هو في حكم الحاصل من حيثما قد استحق. وقال بعض النحويين: اللام في قوله: ﴿لهم اللعنة﴾ [الرعد/٢٥] بمعنى (على) (انظر: كتاب اللامات للهروي ص ٤٢) أي: عليهم اللعنة، وفي قوله: ﴿لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم﴾ [النور/١١] وليس ذلك بشيء، وقيل: قد تكون اللام بمعنى (إلى) في قوله: ﴿بأن ربك أوحى لها﴾ [الزلزلة/٥] وليس كذلك؛ لأن الوحي للنحل جعل ذلك له بالتسخير والإلهام، وليس ذلك كالوحي الموحى إلى الأنبياء، فنبه باللام على جعل ذلك الشيء له بالتسخير. وقوله: ﴿ولا تكن للخائنين خصيما﴾ [النساء/ ١٠٥] معناه: لا تخاصم الناس لأجل الخائنين، ومعناه كمعنى قوله: ﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم﴾ [النساء/١٠٧] وليست اللام ههنا كاللام في قولك: لا تكن لله خصيما؛ لأن اللام ههنا داخل على المفعول، ومعناه: لا تكن خصيم الله.
والثالث: لام الابتداء. نحو: ﴿لمسجد أسس على التقوى﴾ [التوبة/١٠٨]، ﴿ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا﴾ [يوسف/٨]، ﴿لأنتم أشد رهبة﴾ [الحشر/ ١٣].
الرابع: الداخل في باب إن؛ إما في اسمه إذا تأخر. نحو: ﴿إن في ذلك لعبرة﴾ [آل عمران/١٣] أو في خبره. نحو: ﴿إن ربك لبالمرصاد﴾ [الفجر/١٤]، ﴿إن إبراهيم لحليم أواه منيب﴾ [هود/٧٥] أو فيما يتصل بالخبر إذا تقدم على الخبر. نحو: ﴿لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون﴾ [الحجر/٧٢] فإن تقديره: ليعمهون في سكرتهم.
الخامس: الداخل في إن المخففة فرقا بينه وبين إن النافية نحو: ﴿وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا﴾ [الزخرف/٣٥].