فإذا ضممت الفاء في الوقود والسحور والطهور عاد إلى الفعل، وكان خبرا عنه فثبت بهذا أن اسم الفعول يكون بناء للمبالغة، ويكون خبرا عن الآلة، وبعد هذا يقف البيان به عن المبالغة، أو عن الآلة على الدليل، مثاله قوله تعالى: ﴿وأنزلنا من السماء ماء طهورا﴾ وقوله صلى الله عليه وسلم: (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا). راجع: أحكام القرآن ٣/١٤١٧). وقيل: إن ذلك اقتضى التطهير من حيث المعنى، وذلك أن الطاهر ضربان: ضرب لا يتعداه الطهارة كطهارة الثوب، فإنه طاهر غير مطهر به، وضرب يتعداه، فيجعل غيره طاهرا به، فوصف الله تعالى الماء بأنه طهور تنبيها على هذا المعنى.
طيب


الصفحة التالية
Icon