- النداء: رفع الصوت وظهوره، وقد يقال ذلك للصوت المجرد، وإياه قصد بقوله: -ayah text-primary">﴿ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء﴾ [البقرة/١٧١] أي: لا يعرف إلا الصوت المجرد دون المعنى الذي يقتضيه تركيب الكلام. ويقال للمركب الذي يفهم منه المعنى ذلك، قال تعالى: -ayah text-primary">﴿وإذ نادى ربك موسى﴾ [الشعراء/١٠] وقوله: -ayah text-primary">﴿وإذا ناديتم إلى الصلاة﴾ [المائدة/ ٥٨]، أي: دعوتم، وكذلك: -ayah text-primary">﴿إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة﴾ [الجمعة/٩] ونداء الصلاة مخصوص في الشرع بالألفاظ المعروفة، وقوله: -ayah text-primary">﴿أولئك ينادون من مكان بعيد﴾ [فصلت/٤٤] فاستعمال النداء فيهم تنبيها على بعدهم عن الحق في قوله: -ayah text-primary">﴿واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب﴾ [ق/٤١]، -ayah text-primary">﴿وناديناه من جانب الطور الأيمن﴾ [مريم/٥٢]، وقال: -ayah text-primary">﴿فلما جاءها نودي﴾ [النمل/٨]، وقوله: -ayah text-primary">﴿إذ نادى ربه نداء خفيا﴾ [مريم/٣] فإنه أشار بالنداء إلى الله تعالى؛ لأنه تصور نفسه بعيدا منه بذنوبه، وأحواله السيئة كما يكون حال من يخاف عذابه، وقوله: -ayah text-primary">﴿ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان﴾ [آل عمران/ ١٩٣] فالإشارة بالمنادي إلى العقل، والكتاب المنزل، والرسول المرسل، وسائر الآيات الدالة على وجوب الإيمان بالله تعالى. وجعله مناديا إلى الإيمان لظهوره ظهور النداء، وحثه على ذلك كحث المنادي. وأصل النداء من الندى. أي: الرطوبة، يقال: صوت ندي رفيع، واستعارة النداء للصوت من حيث إن من يكثر رطوبة فمه حسن كلامه، ولهذا يوصف الفصيح بكثرة الريق، ويقال: ندى وأنداء وأندية، ويسمى الشجر ندى لكونه منه، وذلك لتسمية المسبب باسم سببه وقول الشاعر:
*كالكرم إذ نادى من الكافور*
(الشطر تقدم، وهو للعجاج في ديوانه ص ٢٥.
وهو في مبادئ اللغة ص ١٥٠؛ والبصائر ٥/٢٣؛ واللسان (كفر)، وقد تقدم في مادة (كفر) )


الصفحة التالية
Icon