وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي في الآية قال: نزل القرآن جملة على جبريل، وكان جبريل يجيء بعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. الدر المنثور ٧/٣٩٨). وقوله تعالى: ﴿الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله﴾ [التوبة/٩٧] فخص لفظ الإنزال ليكون أعم، فقد تقدم أن الإنزال أعم من التنزيل، قال تعالى: ﴿لو أنزلنا هذا القرآن على جبل﴾ [الحشر/٢١] ولم يقل: لو نزلنا، تنبيها أنا لو خولناه مرة ما خولناك مرارا ﴿لرأيته خاشعا﴾ [الحشر/٢١]. وقوله: ﴿قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا يتلو عليكم آيات الله﴾ [الطلاق/١٠ - ١١] فقد قيل: أراد بإنزال الذكر ههنا بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وسماه ذكرا كما سمي عيسى عليه السلام كلمة، فعلى هذا يكون قوله: (رسولا) بدلا من قوله (ذكرا) وقيل: بل أراد إنزال ذكره، فيكون (رسولا) مفعولا لقوله: ذكرا. أي: ذكرا رسولا. وأما التنزيل فهو كالنزول به، يقال: نزل الملك بكذا، وتنزل، ولا يقال: نزل الله بكذا ولا تنزل، قال: ﴿نزل به الروح الأمين﴾ [الشعراء/١٩٣] وقال: ﴿تنزل الملائكة﴾ [القدر/٤]، ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك﴾ [مريم/٦٤]، ﴿يتنزل الأمر بينهن [الطلاق/١٢] ولا يقال في المفترى والكذب وما كان من الشيطان إلا التنزل: {وما تنزلت به الشياطين﴾ [الشعراء/٢١٠]، ﴿على من تنزل الشياطين * تنزل﴾ الآية [الشعراء/٢٢١ - ٢٢٢]. والنزل: ما يعد للنازل من الزاد، قال: ﴿فلهم جنات المأوى نزلا﴾ [السجدة/١٩] وقال: ﴿نزلا من عند الله﴾ [آل عمران/١٩٨] وقال في صفة أهل النار: ﴿لآكلون من شجر من زقوم﴾ إلى قوله: ﴿هذا نزلهم يوم الدين﴾ (الآيات: ﴿لآكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون * فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم الدين﴾ [الواقعة/٥٢ - ٥٦] )، ﴿فنزل من حميم﴾ [الواقعة/٩٣]. وأنزلت فلانا: أضفته. ويعبر بالنازلة عن الشدة، وجمعها نوازل، والنزال في الحرب: المنازلة،


الصفحة التالية
Icon