وقوله تعالى: ﴿وجعل النهار نشورا﴾ [الفرقان/٤٧]، أي: جعل فيه الانتشار وابتغاء الرزق كما قال: ﴿ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار﴾ الآية [القصص /٧٣]، وانتشار الناس: تصرفهم في الحاجات. قال تعالى: ﴿ثم إذا أنتم بشر تنتشرون﴾ [الروم/٢٠]، ﴿فإذا طعمتم فانتشروا﴾ [الأحزاب/٥٣]، ﴿فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض﴾ [الجمعة/١٠] وقيل: نشروا في معنى انتشروا، وقرئ: (وإذا قيل انشروا فانشروا) [المجادلة/١١] (وهي قراءة شاذة) أي: تفرقوا. والانتشار: انتفاخ عصب الدابة، والنواشر: عروق باطن الذراع، وذلك لانتشارها، والنشر: الغنم المنتشر، وهو للمنشور كالنقض للمنقوض، ومنه قيل: اكتسى البازي ريشا نشرا. أي: منتشرا واسعا طويلا، والنشر: الكلأ اليابس، إذا أصابه مطر فينشر. أي: يحيا، فيخرج منه شيء كهيئة الحلمة، وذلك داء للغنم، يقال منه: نشرت الأرض فهي ناشرة. ونشرت الخشب بالمنشار نشرا اعتبارا بما ينشر منه عند النحت، والنشرة: رقية يعالج المريض بها.
نشز
- النشز: المرتفع من الأرض، ونشز فلان: إذا قصد نشزا، ومنه: نشز فلان عن مقره: نبا، وكل ناب ناشز. قال تعالى: ﴿وإذا قيل انشزوا فانشزوا﴾ [المجادلة/١١] ويعبر عن الإحياء بالنشز والإنشاز؛ لكونه ارتفاعا بعد اتضاع. قال تعالى: ﴿وانظر إلى العظام كيف ننشزها﴾ [البقرة/٢٥٩]، وقرئ بضم النون وفتحها (وقراءة ننشزها بفتح النون وضم الشين قراءة شاذة قرأ بها الحسن. انظر: الإتحاف ص ١٦٢). وقوله تعالى: ﴿واللآتي تخافون نشوزهن﴾ [النساء/٣٤] ونشوز المرأة: بغضها لزوجها ورفع نفسها عن طاعته، وعينها عنه إلى غيره، وبهذا النظر قال الشاعر:
*إذا جلست عند الإمام كأنها ** ترى رفقة من ساعة تستحيلها *
(البيت للفرزدق يخاطب زوجته النوار، وهو من قصيدة مطلعها:
*لعمري لقد أردى نوار وساقها **إلى الغور أحلام قليل عقولها*
وهو في ديوانه ص ٤١٦؛ والكامل للمبرد ٢/٤٣؛ وتفسير الراغب ورقة ١٧٦) وعرق ناشز. أي: ناتئ.
نشط


الصفحة التالية
Icon