ومما هو عام فيهما قوله: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾ [الأنعام/١]، وقوله: ﴿ويجعل لكم نورا تمشون به﴾ [الحديد/٢٨]، ﴿وأشرقت الأرض بنور ربها﴾ [الزمر/٦٩] ومن النور الأخروي قوله: ﴿ويسعى نورهم بين أيديهم﴾ [الحديد/١٢]، ﴿والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا﴾ [التحريم/٨] ﴿انظرونا نقتبس من نوركم﴾ [الحديد/١٣]، ﴿فالتمسوا نورا﴾ [الحديد/١٣]، ويقال: أنار الله كذا، ونوره، وسمى الله تعالى نفسه نورا من حيث إنه هو المنور، قال: ﴿الله نور السموات والأرض﴾ [النور/٣٥] وتسميته تعالى بذلك لمبالغة فعله. والنار تقال للهيب الذي يبدو للحاسة، قال: ﴿أفرأيتم النار التي تورون﴾ [الواقعة/٧١]، وقال: ﴿مثلهم كمثل الذي استوقد نارا﴾ [البقرة/١٧]، وللحرارة المجردة، ولنار جهنم المذكورة في قوله: ﴿النار وعدها الله الذين كفروا﴾ [الحج/٧٢]، ﴿وقودها الناس والحجارة﴾ [البقرة/٢٤]، ﴿نار الله الموقدة﴾ [الهمزة/٦] وقد ذكر ذلك في غير موضع.
ولنار الحرب المذكورة في قوله: ﴿كلما أوقدوا نارا للحرب﴾ [المائدة/٦٤]، وقال بعضهم: النار والنور من أصل واحد، وكثيرا ما يتلازمان لكن النار متاع للمقوين في الدنيا، والنور متاع لهم في الآخرة، ولأجل ذلك استعمل في النور الاقتباس، فقال: ﴿نقتبس من نوركم﴾ [الحديد/١٣] وتنورت نارا: أبصرتها، والمنارة (انظر العين ٨/٢٧٦) : مفعله من النور، أو من النار كمنارة السراج، أو ما يؤذن عليه، ومنار الأرض: أعلامها، والنوار: النفور من الريبة، وقد نارت المرأة تنور نورا ونوارا، ونور الشجر ونواره تشبيها بالنور، والنور: ما يتخذ للوشم. يقال: نورت المرأة يدها، وتسميته بذلك لكونه مظهرا لنور العضو.
نوس


الصفحة التالية
Icon