(الشطر في عمدة الحفاظ (ظلل) دون نسبة)
أي: أفياء الشخوص، وليس في هذا دلالة فإن قوله: (رفعنا ظل أخبية)، معناه: رفعنا الأخبية فرفعنا به ظلها، فكأنه رفع الظل. وقوله: ﴿أفياء الظلال﴾ فالظلال عام والفيء خاص، وقوله: (أفياء الظلال) ؛ هو من إضافة الشيء إلى جنسه. والظلة أيضا: شيء كهيئة الصفة، وعليه حمل قوله تعالى: ﴿وإذا غشيهم موج كالظلل﴾ [لقمان/٣٢]، أي: كقطع السحاب. وقوله تعالى: ﴿لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل﴾ [الزمر/١٦]، وقد يقال: ظل لكل ساتر محمودا كان أو مذموما؛ فمن المحمود قوله: ﴿ولا الظل ولا الحرور﴾ [فاطر/٢١]، وقوله: ﴿ودانية عليهم ظلالها﴾ [الإنسان/١٤]، ومن المذموم قوله: ﴿وظل من يحموم﴾ [الواقعة/٤٣]، وقوله: ﴿إلى ظل ذي ثلاث شعب﴾ [المرسلات/٣٠]، الظل ههنا كالظلة لقوله: ﴿ظلل من النار﴾ [الزمر/١٦]، وقوله: ﴿لا ظليل﴾ [المرسلات/٣١]، لا يفيد فائدة الظل في كونه واقيا عن الحر، وروي: (أن النبي ﷺ كان إذا مشى لم يكن له ظل) (ذكر ذلك القاضي عياض في الشفاء ١/٢٦٨، وقال السيوطي: أخرج الحكيم الترمذي عن ذكوان أن رسول الله ﷺ لم يكن له ظل في شمس ولا قمر. انظر: الخصائص الكبرى ١/٦٨؛ ومناهل الصفا ص ١٧٣)، ولهذا تأويل يختص بغير هذا الموضع (لعل له كتابا في ذلك أو فيما يتعلق بخصائص النبي صلى الله عليه وسلم). وظلت وظللت بحذف إحدى اللامين يعبر به عما يفعل بالنهار، ويجري مجرى صرت، ﴿فظلتم تفكهون﴾ [الواقعة/٦٥]، ﴿لظلوا من بعده يكفرون﴾ [الروم/٥١]، ﴿ظلت عليه عاكفا﴾ [طه/٩٧]. * ظلم