وهذا القول محكي عن ابن عمر أيضا وعطاء وطاووس وعكرمة. انظر: الدر المنثور ١/٩١٧) فلكونها بين صلاة الليل والنهار. قال: ولهذا قال: ﴿أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل﴾ الآية [الإسراء/٧٨]. أي: صلاته. وتخصيصها بالذكر لكثرة الكسل عنه إذ قد يحتاج إلى القيام إليها من لذيذ النوم، ولهذا زيد في أذانه: (الصلاة خير من النوم) (قال الترمذي: فسر ابن مبارك وأحمد أن التثويب أن يقول المؤذن في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم، وهو قول صحيح، ويقال لها: التثوب أيضا، وهو الذي اختاره أهل العلم ورأوه، روي عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم. راجع: عارضة الأحوذي ١/٢١٥؛ وشرح الموطأ للزرقاني ١/١٤٤؛ ومعالم السنن ١/١٥٥)، ومن قال: صلاة العصر (وهو قول أكثر العلماء. وقاله من المالكية ابن حبيب وابن العربي وابن عطية، وهو الصحيح عند الحنفية والحنابلة، وذهب إليه أكثر الشافعية.
انظر: الزرقاني ١/٢٨٦؛ وفتح الباري ٨/١٩٤) فقد روي ذلك عن النبي ﷺ (ففي الحديث أنه ﷺ قال يوم الأحزاب: (شغلونا عن صلاة الوسطى وصلاة العصر، ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارا). انظر: فتح الباري في التفسير ٨/١٩٥؛ ومسلم في المساجد رقم ٦٢٧) ؛ فلكون وقتها في أثناء الأشغال لعامة الناس بخلاف سائر الصلوات التي لها فراغ؛ إما قبلها؛ وإما بعدها، ولذلك توعد النبي ﷺ فقال: (من فاته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) (أخرجه الشيخان عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: (إن الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله). انظر: فتح الباري في المواقيت ٢/٢٤؛ ومسلم في المساجد رقم ٦٢٦؛ ومالك في الموطأ ١/١١؛ وغيرهم).
وسع


الصفحة التالية
Icon