والثاني: بسبب داخل وذلك إما بقهر قوة له لا يناله بدفعها هلاك، كمن غلب عليه شهوة خمر أو قمار؛ وإما بقهر قوة يناله بدفعها الهلاك، كمن اشتد به الجوع فاضطر إلى أكل ميتة، وعلى هذا قوله: ﴿فمن اضطر غير باغ ولا عاد﴾ [البقرة/١٧٣]، ﴿فمن اضطر في مخمصة﴾ [المائدة/٣]، وقال: ﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه﴾ [النمل/٦٢]، فهو عام في كل ذلك، والضروري يقال على ثلاثة أضرب:
أحدها: إما يكون على طريق القهر والقسر، لا على الاختيار كالشجر إذا حركته الريح الشديدة.
والثاني: ما لا يحصل وجوده إلا به نحو الغذاء الضروري للإنسان في حفظ البدن.
والثالث: يقال فيما لا يمكن أن يكون على خلافه، نحو أن يقال: الجسم الواحد لا يصح حصوله في مكانين في حالة واحدة بالضرورة.
وقيل: الضرة أصل الأنملة، وأصل الضرع، والشحمة المتدلية من الألية.
ضرب


الصفحة التالية
Icon