أي: أعدى أحدهما إثر الآخر، وتعادت المواشي بعضها في إثر بعض، ورأيت عداء القوم الذين يعدون من الرجالة. والاعتداء: مجاوزة الحق. قال تعالى: ﴿ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا﴾ [البقرة/٢٣١]، وقال: ﴿ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده﴾ [النساء/١٤]، ﴿اعتدوا منكم في السبت﴾ [البقرة/٦٥]، فذلك بأخذهم الحيتان على جهة الاستحلال، قال: ﴿تلك حدود الله فلا تعتدوها﴾ [البقرة/٢٢٩]، وقال: ﴿فأولئك هم العادون﴾ [المؤمنون/٧]، ﴿فمن اعتدى بعد ذلك﴾ [البقرة/١٧٨]، ﴿بل أنتم قوم عادون﴾ [الشعراء/١٦٦]، أي: معتدون، أو معادون، أو متجاوزون الطور، من قولهم: عدا طوره، ﴿ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾ [البقرة/١٩٠]. فهذا هو الاعتداء على سبيل الابتداء لا على سبيل المجازاة؛ لأنه قال: ﴿فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم﴾ [البقرة/١٩٤]، أي: قابلوه بحسب اعتدائه وتجاوزوا إليه بحسب تجاوزه. ومن العدوان المحظور ابتداء قوله: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾ [المائدة/٢]، ومن العدوان الذي هو على سبيل المجازاة، ويصح أن يتعاطى مع من ابتدأ قوله: ﴿فلا عدوان إلا على الظالمين﴾ [البقرة/١٩٣]، ﴿ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا﴾ [النساء/٣٠]، وقوله تعالى: ﴿فمن اضطر غير باغ ولا عاد﴾ [البقرة/ ١٧٣]، أي غير باغ لتناول لذة، ﴿ولا عاد﴾ أي متجاوز سد الجوعة. وقيل: غير باغ على الإمام ولا عاد في المعصية طريق المخبتين (وهذا قول مجاهد. وانظر: الدر المنثور ١/٤٠٨). وقد عدا طوره: تجاوزه، وتعدى إلى غيره، ومنه: التعدي في الفعل. وتعدية الفعل في النحو هو تجاوز معنى الفعل من الفاعل إلى المفعول. وما عدا كذا يستعمل في الاستثناء، وقوله: ﴿إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى﴾ [الأنفال/٤٢]، أي: الجانب المتجاوز للقرب.
عذب


الصفحة التالية
Icon