﴿حتى إذا بلغ﴾ في مسيره ذلك ﴿مطلع الشمس﴾ أي : الموضع الذي تطلع عليه أولاً من المعمور من الأرض ﴿وجدها تطلع على قوم﴾، قال الجلال المحلى : هم الزنج وقوله تعالى :﴿لم نجعل لهم من دونها﴾ أي : الشمس ﴿ستراً﴾ فيه قولان، الأول : أنه لا شيء لهم من سقف ولا جبل يمنع من وقوع شعاع الشمس عليهم لأن أرضهم لا تحمل بنياناً، قال الرازي : ولهم سروب يغيبون فيها عند طلوع الشمس ويظهرون عند غروبها فيكونون عند طلوع الشمس يتعذر عليهم التصرّف في المعاش وعند غروبها يشتغلون بتحصيل مهمات المعاش وأحوالهم بالضدّ من أحوال سائر الخلق، وقال قتادة : يكونون في أسراب لهم حتى إذا زالت الشمس عنهم خرجوا فرعوا كالبهائم، والثاني : أن معناه لا ثياب لهم ويكونون كسائر الحيوانات عراة أبداً وفي كتب الهيئة أن أكثر حال الزنج كذلك وحال كل من سكن البلاد القريبة من خط الاستواء، كذلك قال الكلبي : هم عراة يفرش أحدهم إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى، وقال الزمخشري وعن بعضهم قال : خرجت حتى جاوزت الصين فسألت عن هؤلاء القوم فقيل : بينك وبينهم مسيرة يوم وليلة فبلغتهم وإذا أحدهم يفرش إحدى أذنيه ويلبس الأخرى، فلما قرب طلوع الشمس سمعت صوتاً كهيئة الصلصلة فغشى عليّ ثم أفقت فلما طلعت الشمس فإذا هي فوق الماء كهيئة الزيت فأدخلوني سربالهم فلما ارتفع النهار جعلوا يصطادون السمك ويطرحونه في الشمس فينضج لهم، وعن مجاهد من لا يلبس الثياب من السودان عند مطلع الشمس أكثر من جميع أهل الأرض وقوله تعالى :
﴿كذلك﴾ فيه وجوه ؛ الأول : أن معناه كما بلغ مغرب الشمس كذلك بلغ مطلعها، الثاني : أن أمره كما وصفناه من رفعة المكان وبسطة الملك، قال البغوي : والصحيح أن معناه كما حكم في القوم الذين هم عند غروب الشمس كذلك في القوم الذين هم عند مطلعها ﴿وقد أحطنا بما لديه﴾ أي : عند ذي القرنين من الآلات والجند وغيرهما ﴿خبراً﴾ أي : علماً تعلق بظواهره وخفاياه والمعنى أن كثرة ذلك بلغت مبلغاً لا يحيط به إلا علم اللطيف الخبير
﴿ثم﴾ إن ذا القرنين لما بلغ المغرب والمشرق ﴿أتبع سبباً﴾ آخر من جهة الشمال في إرادة ناحية السدّ مخرج يأجوج ومأجوج واستمر آخذاً فيه
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٤٢
ثم أتبع} لإرادة طلوع مشرق الشمس ﴿سبباً﴾ من جهة الجنوب يوصله إلى المشرق واستمر فيه لا يمل ولا تغلبه أمة مرّ عليها
﴿حتى إذا بلغ﴾ في مسيره ذلك ﴿مطلع الشمس﴾ أي : الموضع الذي تطلع عليه أولاً من المعمور من الأرض ﴿وجدها تطلع على قوم﴾، قال الجلال المحلى : هم الزنج وقوله تعالى :﴿لم نجعل لهم من دونها﴾ أي : الشمس ﴿ستراً﴾ فيه قولان، الأول : أنه لا شيء لهم من سقف ولا جبل يمنع من وقوع شعاع الشمس عليهم لأن أرضهم لا تحمل بنياناً، قال الرازي : ولهم سروب يغيبون فيها عند طلوع الشمس ويظهرون عند غروبها فيكونون عند طلوع الشمس يتعذر عليهم التصرّف في المعاش وعند غروبها يشتغلون بتحصيل مهمات المعاش وأحوالهم بالضدّ من أحوال سائر الخلق، وقال قتادة : يكونون في أسراب لهم حتى إذا زالت الشمس عنهم خرجوا فرعوا كالبهائم، والثاني : أن معناه لا ثياب لهم ويكونون كسائر الحيوانات عراة أبداً وفي كتب الهيئة أن أكثر حال الزنج كذلك وحال كل من سكن البلاد القريبة من خط الاستواء، كذلك قال الكلبي : هم عراة يفرش أحدهم إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى، وقال الزمخشري وعن بعضهم قال : خرجت حتى جاوزت الصين فسألت عن هؤلاء القوم فقيل : بينك وبينهم مسيرة يوم وليلة فبلغتهم وإذا أحدهم يفرش إحدى أذنيه ويلبس الأخرى، فلما قرب طلوع الشمس سمعت صوتاً كهيئة الصلصلة فغشى عليّ ثم أفقت فلما طلعت الشمس فإذا هي فوق الماء كهيئة الزيت فأدخلوني سربالهم فلما ارتفع النهار جعلوا يصطادون السمك ويطرحونه في الشمس فينضج لهم، وعن مجاهد من لا يلبس الثياب من السودان عند مطلع الشمس أكثر من جميع أهل الأرض وقوله تعالى :
﴿كذلك﴾ فيه وجوه ؛ الأول : أن معناه كما بلغ مغرب الشمس كذلك بلغ مطلعها، الثاني : أن أمره كما وصفناه من رفعة المكان وبسطة الملك، قال البغوي : والصحيح أن معناه كما حكم في القوم الذين هم عند غروب الشمس كذلك في القوم الذين هم عند مطلعها ﴿وقد أحطنا بما لديه﴾ أي : عند ذي القرنين من الآلات والجند وغيرهما ﴿خبراً﴾ أي : علماً تعلق بظواهره وخفاياه والمعنى أن كثرة ذلك بلغت مبلغاً لا يحيط به إلا علم اللطيف الخبير
﴿ثم﴾ إن ذا القرنين لما بلغ المغرب والمشرق ﴿أتبع سبباً﴾ آخر من جهة الشمال في إرادة ناحية السدّ مخرج يأجوج ومأجوج واستمر آخذاً فيه
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٤٢
٤٤٥


الصفحة التالية
Icon