﴿قال هذا﴾ أي : السد يعني الإقدار عليه ﴿رحمة﴾ أي : نعمة ﴿من ربي﴾ أي : المحسن إليّ بإقداري عليه ومنع العادية ﴿فإذا جاء وعد ربي﴾ بقرب قيام الساعة أو بوقت خروجهم ﴿جعله دكاً﴾ أي : مدكوكاً مبسوطاً، روي أنهم يخرجون على الناس فيتبعون المياه ويتحصن الناس في حصونهم منهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون : قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء قسوة وعلواً، فيبعث اللّه تعالى عليهم نغفاً في رقابهم، وفي رواية في آذانهم فيهلكون، قال ﷺ "فو الذي نفسي بيده إنّ دواب الأرض لتسمن وتشكر من لحومهم شكراً" أخرجه الترمذي، قوله قسوة وعلواً أي : غلظة وفظاظة وتكبراً، والنغف دود يخرج في أنوف الإبل والغنم، وقوله : وتشكر من لحومهم شكراً يقال : شكرت الشاة شكراً حين امتلأ ضرعها لبناً، والمعنى أنها تمتلئ أجسادها لحماً وتسمن، وعن النواس بن سمعان قال : ذكر رسول اللّه ﷺ الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة من النخل فلما رحلنا إليه عرف ذلك فينا فقال : ما شأنكم قلنا : يا رسول اللّه ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال : غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه واللّه خليفتي على كل مسلم وإنه شاب قطط أي : شديد الجعودة، وقيل : حسن الجعودة عينه طافية أي : بارزة، وقيل : مخسوفة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج من حلة بين الشام والعراق فعاث أي : أفسد يميناً وعاث شمالاً يا عباد اللّه فاثبتوا قلنا : يا رسول اللّه وما مكثه في الأرض قال : أربعون يوماً يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيام كأيامكم قلنا : يا رسول اللّه فذلك اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم ؟
قال : لا أقدروا له قدره أي : واليوم الثاني والثالث كذلك، وسكت عن ذلك للعلم به من الأوّل، قلنا : يا رسول اللّه وما إسراعه في الأرض قال :"كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت وتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت درّاً واسعة ضروعها وأملأها خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردّون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمرّ بالخربة فيقول لها : أخرجي كنزك فيتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شاباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث اللّه المسيح ابن مريم فينزل
٤٤٩
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٤٩


الصفحة التالية
Icon