ولما كان المقصود الحث على التقوى المعلية إلى الإنعام بالفضل شوّق إليه بأعلى ما يعرف من الحلية فقال ﴿من ذهب﴾ وقوله تعالى :﴿ولؤلؤ﴾ معطوف على أساور لا على ذهب لأنه لم يعهد السوار منه إلا أن يراد المرصعة وعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله ﷺ قال :"جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله ﷺ "إنّ عليهم التيجان أدنى لؤلؤة منها لتضىء ما بين المشرق والمغرب" أخرجه الترمذي وقال : حديث غريب وقرأ نافع وعاصم بنصب الهمزة الثانية مع التنوين عطفاً على محل أساور أو إضمار الناصب مثل ويؤتون والباقون بالخفض مع التنوين وأبدل الهمزة الأولى الساكنة حرف مدّ السوسي وأبو بكر هذا حالة الوصل، وأمّا الوقف فحمزة يبدل الأولى واواً وكذا الثانية تبدل واواً له أيضاً فيها الرَّوْم وقوله تعالى :﴿ولباسهم فيها حرير﴾ وهو الإبريسم المحرم لبسه على الرجال المكلفين في الدنيا في مقابلة ثياب الكفار كما كان لبسا الكفار في الدنيا حريراً ولباس المؤمنين دون ذلك، وقد ورد في الصحيحين عن عبد الله ابن الزبير عن عمر رضي الله عنه أنّ النبيّ ﷺ قال "لا تلبسوا الحرير فإنّ من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة" قال ابن كثير قال عبد الله بن الزبير ومن لم يلبس الحرير في الآخرة لم يدخل الجنة قال الله تعالى :﴿ولباسهم فيها حرير﴾ انتهى وفي الصحيحين أيضاً عن عمر رضي الله عنه أن أنّ النبيّ ﷺ قال :"إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة" قال البقاعي : فيوشك المتشبه بالكفار في لباسهم أن يلحقه الله بهم فلا يموت ملسماً اه والأولى أن يحمل ذلك
٦٠٣
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٠١


الصفحة التالية
Icon