سورة النور
مدنية
وهي ثنتان أو أربع وستون آية
﴿بسم الله﴾ الذي تمت كلمته فبهرت قدرته ﴿الرحمن﴾ الذي ظهرت الحقائق كلها بشمول رحمته ﴿الرحيم﴾ الذي شرف من اختاره بخدمته قوله تعالى :
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٥٩
﴿سورة﴾ خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه سورة أي : عظيمة أو سورة أنزلناها، مبتدأ موصوف والخبر محذوف أي : فيما أوحينا إليك سورة أنزلناها، وقال الأخفش : لا يبعد الابتداء بالنكرة، فسورة مبتدأ، وأنزلناها خبره، ثم رغب في امتثال ما فيها مبيناً أن تنوينها للتعظيم بقوله تعالى :﴿أنزلناها﴾ أي : بما لنا من العظمة وتمام العلم والقدرة ﴿وفرضناها﴾ أي : قدرنا ما فيها من الحدود، وقيل : أوجبناها عليكم وعلى من بعدكم إلى قيام الساعة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتشديد الراء لكثرة الفروض، والباقون بالتخفيف ﴿وأنزلنا فيها آيات﴾ من الحدود والأحكام والمواعظ والأمثال وغيرها ﴿بينات﴾ أي : واضحات الدلالة ﴿لعلكم تذكرون﴾ أي : تتعظون، وقرأ حفص وحمزة والكسائي بتخفيف الذال والباقون بالتشديد، ثم إنه تعالى ذكر في السورة أحكاماً كثيرة : الحكم الأول : قوله تعالى :﴿الزانية والزاني﴾ أي : غير المحصنين لرجمهما بالسنة وأل فيما ذكر موصولة وهو مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو ﴿فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة﴾ أي : ضربة يقال : جلده إذا ضرب جلده، ويزاد على ذلك بالسنة تغريب عام،
٦٦٠
والرقيق على النصف مما ذكر، ولا رجم عليه لأنه لا يتنصف.