البحث الثالث : في النكت. أحدها : ينبغي لأهل لا إله إلا الله أن يحصلوا أربعة أشياء حتى يكونوا من أهل لا إله إلا الله : التصديق والتعظيم والحلاوة والحرية، فمن ليس له التصديق فهو / منافق ومن ليس له التعظيم فهو مبتدع ومن ليس له الحلاوة فهو مراء ومن ليس له الحرية فهو فاجر. وثانيها : قال بعضهم قوله :﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ﴾ (إبراهيم : ٢٤) إنه لا إله إلا الله :﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّـالِحُ يَرْفَعُه ﴾ (فاطر : ١٠) لا إله إلا الله :﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ (العصر : ٣) لا إله إلا الله :﴿قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ﴾ (سبأ : ٤٦) لا إله إلا الله :﴿وَقِفُوهُم إِنَّهُم﴾ (الصافات : ٢٤) عن قول لا إله إلا الله :﴿مَّجْنُون * بَلْ جَآءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (الصافات : ٣٧) هو لا إله إلا الله :﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَفِى الآخِرَةِ ﴾ (إبراهيم : ٢٧) هو لا إله إلا الله :﴿وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّـالِمِينَ ﴾ (إبراهيم : ٢٧) عن قول لا إله إلا الله. وثالثها : أن موسى بن عمران عليه السلام قال :"يا رب علمني شيئاً أذكرك به، قال : قل لا إله إلا الله قال كل عبادك يقولون لا إله إلا الله فقال : قل لا إله إلا الله قال إنما أردت شيئاً تحصني به قال يا موسى لو أن السموات السبع ومن فيهن في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله".
جزء : ٢٢ رقم الصفحة : ١٥
البحث الرابع : في إعرابه قالوا كلمة لا ههنا دخلت على الماهية، فانتفت الماهية، وإذا انتفت الماهية انتفت كل أفراد الماهية. وأما الله فإنه اسم علم للذات المعينة إذ لو كان اسم معنى لكان كلها محتملاً للكثرة فلم تكن هذه الكلمة مفيدة للتوحيد، فقالوا : لا استحقت عمل أن لمشابهتها لها من وجهين، أحدهما : ملازمة الأسماء، والآخر تناقضهما فإن أحدهما لتأكيد الثبوت والآخر لتأكيد النفي، ومن عادتهم تشبيه أحد الضدين بالآخر في الحكم، إذا ثبت هذا فنقول لما قالوا : إن زيداً ذاهب كان يجب أن يقولوا لا رجلاً ذاهب إلا أنهم بنوا لا مع ما دخل عليه من الاسم المفرد على الفتح، أما البناء فلشدة اتصال حرف النفي بما دخل عليه كأنهما صارا اسماً واحداً، وأما الفتح فلأنهم قصدوا البناء على الحركة المستحقة توفيقاً بين الدليل الموجب للإعراب والدليل الموجب للبناء. الثاني : خبره محذوف والأصل لا إله في الوجود ولا حول ولا قوة لنا وهذا يدل على أن الوجود زائد على الماهية.
البحث الخامس : قال بعضهم تصور الثبوت مقدم على تصور السلب، فإن السلب ما لم يضف إلى الثبوت لا يمكن تصوره فكيف قدم ههنا السلب على الثبوت. وجوابه : أنه لما كان هذا السلب من مؤكدات الثبوت لا جرم قدم عليه. القسم الثاني : من الكلام في الآية البحث عن أسماء الله تعالى وفيه أبحاث :


الصفحة التالية
Icon