جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يديَّ"١.
وعن أبي سعيد الخدري قال: كنا في مسير لنا فنزلنا، فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم، وإن نَفَرَنا غيب فهل منكم راق؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية، فرقاه فبرأ، فأمر لنا بثلاثين شاة وسقانا لبناً. فلما رجع قلنا له أكنت تحسن الرقية أو كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلت: لا تحدِثوا شيئاً حتى نأتي أو نسأل النبي فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي ﷺ فقال: "وما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم". ٢
وكما أنه سبب في شفاء الأمراض الحسية، هو سبب للوقاية من الأمراض المعنوية وغيرها، وسبب في طرد الشيطان الذي هو سبب لكثير من الأمراض، فعن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات". ٣
وقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكَّلني رسول الله ﷺ بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام،
٢ أخرجه البخاري برقم ٥٠٠٧.
٣ أخرجه البخاري برقم ٥٠١٧.