قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط؟ ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ "١.

١ أخرجه مسلم برقم ٨١٤.

فضل تعلم القرآن وتعليمه
القرآن صفة من صفات الله تبارك وتعالى، وهو كلامه الذي خاطب به نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، ولا يزال خطابه مستمراً لنا ومن هنا تنبع أهميته فقد ثبت في الحديث القدسي الذي أخرجه الترمذي قول الله عز وجل "وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه" ٢، ورتب الله الأجر العظيم والجزاء الجزيل على تلاوة القرآن وعلى تدبره وعلى تعلمه وتعليمه وقد سبق أن بينت ما يخص التلاوة، وهنا أريد أن أشير إلى فضل تعلم القرآن وتعليمه:
فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" ٣ وفي لفظ: "إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه".
قال ابن كثير رحمه الله بعد إيراده حديث عثمان رضي الله عنه: والغرض أنه عليه الصلاة والسلام قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وهذه صفات المؤمنين المتبعين للرسل وهم الكُمَّل في أنفسهم المكمِّلون لغيرهم، وذلك جمع بين النفع القاصر والمتعدي وهذا بخلاف صفة الكفار
١ أخرجه مسلم برقم ٨١٤.
٢ أخرجه الترمذي برقم ٢٩٢٦.
٣ انظر صحيح البخاري الحديثين رقم ٥٠٢٨ ـ ٥٠٢٧.


الصفحة التالية
Icon