[ لعلكم تفلحون ] أى لتكونوا من الفائزين
[ واتقوا النار التي أعدت للكافرين ] أى احذروا نار جهنم التي هيئت للكافرين
[ وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ] أى أطيعوا الله ورسوله لتكونوا من الإبرار الذين تنالهم رحمة الله جل وعلا.
البلاغة :
١ - [ إذ تقول ] صيغة المضارع لحكآية الحال الماضية لاستحضار صورتها في الذهن
٢ - [ إن يمدكم ربكم ] التعرض لعنوان الربوبية مع إضافته للمخاطبين لإظهار كمال العنآية بهم.
٣- [ يغفر ويعذب ] بينهما طباق.
٤ - [ أضعافا مضاعفة ] جناس الإشتقاق.
٥ - [ لا تأكلوا الربا ] سمي الإخذ أكلا لأنه يئول إليه فهو (مجاز مرسل ).
تنبيه :
ذكر الإضعاف المضاعفة في الآية ليس للقيد ولا للشرط، وإنما هو لبيان الحالة التي كان الناس عليها في الجاهلية، وللتشنيع عليهم بأن في هذه المعاملة ظلما صارخا، وعدوانا مبينا، حيث كانوا يأخذون الربا أضعافا مضاعفة، قال ابو حيان :" نهوا عن الحالة الشنعاء التى يوقعون الربا عليها فربما استغرق بالنزر اليسير مال المدين، وأشار بقوله [ مضاعفة ] إلى أنهم كانوا يكررون التضعيف عاما بعد عام، والربا محرم بجميع أنواعه، فهذه الحال ليس قيدا في النهي ".
قال الله تعالى :[ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم.. إلى.. وحسن ثواب الإخرة والله يحب المحسنين ] من آية (١٣٣ ) إلى نهآية آية (١٤٨ ).
المناسبة :
لما حث تعالى على الصبر والتقوى، عقبه بالأمر بالمسارعة إلى نيل رضوان الله، ثم ذكر بالتفصيل غزوة احد، وما نال المؤمنين فيها من الهزيمة بعد النصر، بسبب مخالفة أمر الرسول (ص) ثم بين أن الإبتلاء سنة الحياة، واستشهاد الأنبياء لا ينبغي أن يدخل الوهن إلى قلوب المؤمنين.
اللغة :
[ وسارعوا ] بادروا
[ السراء ] الرخاء
[ الضراء ] الشد ة والضيق
[ والكاظمين، كظم الغيظ : رده في الجوف يقال : كظم غيظه أى لم يظهره مع قدرته على ايقاعه بالعدو
[ فاحشة ] الفاحشة : العمل الذي تناهى في القبح
[ خلت ] مضت
[ سنن ] السنن : جمع سنة وهي الطريقة التي يقتدى بها، والمراد بها هنا الوقائع التي حصلت للمكذبين
[ قرح ] جرح بالفتح والضم، قال الفراء : هو بالفتح الجرح وبالضم ألمه، وأصل الكلمة الخلوص، ومنه مافى قراح
[ نداولها ] نصرفها والمدأولة : نقل الشيء من واحد إلى آخر يقال : تدأولته الإيدي إذا انتقل من شخص إلى شخص
[ وليمحص ] التمحيص : التخليص يقال : محصته إذا خلصته من كل عيب، وأصله في اللغة : التنقية والإزالة [ ويمحق ] المحق : نقص الشيء قليلا قليلا
[ أعقابكم ] جمع عقب وهو مؤخر الرجل يقال : انقلب على عقبه أى رجع إلى ما كان عليه
[ مؤجلا ] له وقت محدد لا يتقدم ولا يتأخر
[ وكأين ] بمعنى كم، وهي للتكثير وأصلها " أى " دخلت عليها كاف التشبيه فأصبح معناها التكثير
[ ربيون ] جمع ربي نسبة إلى الرب كالربانيين وهم العلماء الإتقياء العابدون لربهم
[ استكانوا ] خضعوا وذلوا.
التفسير :
[ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ] أى بادروا إلى ما يوجب المغفرة بطاعة الله وإمتثال أوامره
[ وجنة عرضها السماوات والأرض ] أى وإلى جنة واسعة عرضها كعرض السماء والأرض، فالآية على التشبيه، كما قال في سورة " الحديد " [ عرضها كعرض السماء والأرض ] والغرض بيان سعتها فإذا كان هذا عرضها فما ظنك بطولها ؟
[ أعدت للمتقين ] أى هيئت للمتقين لله
[ الذين ينفقون في السراء والضراء ] أى يبذلون أموالهم في اليسر والعسر، وفي الشدة والرخاء
[ والكاظمين الغيظ ] أى يمسكون غيظهم مع قدرتهم على الإنتقام
[ والعافين عن الناس ] أى يعفون عمن أساء إليهم أو ظلمهم
[ والله يحب المحسنين ] أى يحب المتصفين بتلك الإوصاف الجليلة وغيرها
[ والذين إذا فعلوا فاحشة ] أى ارتكبوا ذنبا قبيحا كالكبائر