[ تقصروا ] القصر : النقص يقال قصر صلاته اذا صلى الرباعية ركعتين
[ تغفلون ] الغفلة : السهو الذي يعتري الانسان من قلة التحفظ والتيقظ
[ موقوتا ] محدود الاوقات لا يجوز اخراجه عن وقته
[ تهنوا ] تضعفوا
[ خصيما ] الخصيم ثمعنى المخاصم أى المنازع والمدافع
[ خوانا ] مبالغا في الخيانة.
سبب النزول :
ا - عن ابن عباس قال ؟ كان قوم من المسلمين اقاموا ثمكة - وكانوا يستخفون بالاسلام فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم فأصيب بعضهم، فقال المسلمون : كان أصحابنا مسلمين وأكرهوا على الخروج فنزلت [ أن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم.. ] الآية.
ب -كان ضمرة بن القيس من المستضعفين بمكة وكان مريضا فلما سمع ما أنزل الله في الهجرة، قال لأولاده : احملوني فاني لست من المستضفين، واني لأهتدي الطريق، والله لا ابيت الليلة بمكة فحملوه على سرير، ثم خرجوا به فمات في الطريق بالتنعيم، فأنزل الله [ ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله
ج -روي ان رجلا من الانصار يقال له " طعمة بن ابيرق " من بني ظفر سرق درعا من جاره " قتادة بن النعمان " في جراب دقيق، فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه، فخبأها عند " زبد بن السمين " اليهودي، فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد، وحلف ما أخذها وما له بها علم، فتركوه واتبعوا أثر الدقيق، حتى انتهوا الى منزل اليهودي فاخذوها فقال : دفعها إلى طعمة وشهد له ناس من اليهود فقالت بنو ظفر : انطلقوا بنا الى رسول الله (ص) فسالوه ان يجادل عن صاحبهم وشهدوا ببراءته وسرقة اليهودي، فهم رسول الله (ص) ان يفعل فنزلت الآية [ انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس ثما اراك الله.. ] الآية وهرب طعمة الى مكة وارتد، ونقب حائطا بمكة ليسرق أهله، فسقط الحائط عليه فقتله.
التفسير :
[ ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ] أى تتوفاهم الملائكة حال كونهم ظالمي أنفسهم، بالاقامة مع الكفار في دار الشرك، وترك الهجرة الى دار الايمان
[ قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض ] أى تقول لهم الملائكة : في أى شيء كنتم من أمر دينكم ؟ وهو سؤال توبيخ وتقريع قالوا معتذرين : كنا مستضعفين في ارض مكة، عاجزين عن اقامة الدين فيها
[ قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ] ؟ أى قالت لهم الملائكة توبيخا : أليست أرض الله واسعة، فتهاجروا من دار الكفر، الى دار تقدرون فيها على اقامة دين الله ؟ كما فعله من هاجر الى المدينة إلى الحبشة ؟ قال تعالى بيانا لجزائهم
[ فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ] أى مقرهم النار وساءت مقرا ومصيرا لهم.. ثم استثنى تعالى منهم الضعفة والعاجزين عن الهجرة فقال :
[ إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ] أى لكن من كان منهم مستضعفا كالرجال، والنساء، والاطفال، الذين استضعفهم المشركون، وعجزوا لاعسارهم وضعفهم عن الهجرة، ولا يستطيعون الخلاص، ولا يهتدون الطريق الموصل لدار الهجرة
[ فأولئك عسى الله ان يعفو عنهم ] أى لعل الله ان يعفو عنهم لانهم لم يتركوا الهجرة اختيارا
[ وكان الله عفوا غفورا ] أى يعفو لأهل الاعذار، و " عسى " في كلام الله تفيد التحقيق
[ ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ] هذا ترغيب في الهجرة أى من يفارق وطنه، ويهرب فرارا بدينه من كيد الأعداء، يجد مهاجرا ومتجولا في الارض كبيرا، يراغم به أنف عدوه، ويجد سعة في الرزق، فأرض الله واسعة، ورزقه سابغ على العباد، وقوله سبحانه [ يا عبادى الذين أمنوا أن أرضي واسعة فإياى فأعبدون ]


الصفحة التالية
Icon