[ وما أهل لغير الله به ] أي ما ذكر عليه غير اسم الله، أو ذبح لغير الله، كقولهم : باسم اللات والعزى
[ والمنخنقة ] هي التي تخنق بحبل وشبهه
[ والموقوذة ] هي المضروبة بعصا أو حجر
[ والمتردية ] هي التي تسقط من جبل ونحوه
[ والنطيحة ] هي التى نطحتها بهيمة أخرى فماتت بالنطح
[ وما أكل السبع ] أي أكل بعضه السبع فمات
[ إلا ما ذكيتم ] أي إلا ما أدركتم فيه الروح من هذه الأشياء، فذبحتموه الذبح الشرعي قبل الموت، قال الطبري معناه : إلا ما طهرتموه بالذبح الذي جعله الله طهورا للمذبوح.
[ وما ذبح على النصب ] أي وما ذبح على الأحجار المنصوبة، قال قتادة : النصب حجارة كان أهل الجاهلية يعبدونها، ويذبحون لها، فنهى الله عن ذلك، قال بعض المفسرين : كانت لهم حجارة منصوبة حول البيت يذبحون عليها ويشرحون اللحم عليها، يعظمونها بذلك ويتقربون به إليها، فنهى الله المؤمنين عن هذا الصنيع
[ وأن تستقسموا بالأزلام ] أي وحرم عليكم الاستسقام بالأزلام أي طلب معرفة ما قسم له من الخير والشر، بواسطة ضرب القداح، قال المفسرون : كان أحدهم إذا أراد سفرا، أو غزوا، أو تجارة، أو نكاحا، أو أمرا من معاظم الأمور ضرب بالقداح، وهي مكتوب علي بعضها، نهاني ربي، وعلى بعضها أمرني ربي، وبعضها غفل، فإن خرج الآمر مضى لغرضه، وإن خرج الناهي أمسك، وإن خرج الغفل أعاد
[ ذلكم فسق ] أي تعاطيه فسق وخروج عن طاعة الله، لأنه دخول في علم الغيب، الذى استأثر الله به علام الغيوب
[ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ] أي انقطع طمع الكافرين منكم، ويئسوا أن ترجعوا عن دينكم، قال ابن عباس : يئسوا أن ترجعوا إلى دينهم أبدا
[ فلا تخشوهم واخشون ] أي لا تخافوا المشركين ولا تهابوهم، وخافون أنصركم عليهم وأجعلكم فوقهم في الدنيا والآخرة
[ اليوم أكملت لكم دينكم ] أي أكملت لكم الشريعة، ببيان الحلال فيها والحرام
[ وأتممت عليكم نعمتي ] بالهداية والتوفيق إلى أقوم طريق
[ ورضيت لكم الإسلام دينا ] أي اخترت لكم الإسلام دينا من بين الأديان، وهو الدين المرضي الذي لا يقبل الله دينا سواه، كما قال سبحانه :[ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ]
[ فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ] أي فمن ألجأته الضرورة إلى تناول شيء من المحرمات المذكورة، في مجاعة حال كونه غير مائل إلى الإثم، ولا متعمد لذلك، فإن الله لا يؤاخذه بأكله، لأن الضرورات تبيح المحظورات
[ يسألونك ماذا أحل لهم ] أي يسألونك يا محمد ما الذي أحل لهم من المطاعم والمآكل ؟
[ قل أحل لكم الطيبات ] أي قل لهم أبيح لكم المستلذات، وما ليس منها بخبيث، وحرم كل مستقذر كالخنافس والفئران وأشباهها
[ وما علمتم من الجوارح ] أي وأحل لكم صيد ما علمتم من الجوارح، وهي الكلاب ونحوها مما يصطاد به
[ مكلبين ] أي معلمين للكلاب الاصطياد، قال الزمخشري : المكلب : مؤدب الجوارح ورائضها، واشتقاقه من الكلب لأن التأديب أكثر ما يكون في الكلاب
[ تعلمونهن مما علمكم الله ] أي تعلمونهن طرق الاصطياد وكيفية تحصيل الصيد، وهذا جزء مما علمه الله للإنسان
[ فكلوا مما أمسكن عليكم ] أي فكلوا مما أمسكن لكم من الصيد إذا لم تأكل منه، فإن أكلت فلا يحل أكله لحديث ( إذا أرسلت كلبك المعلم فقتل فكل، وإذا أكل فلا تأكل، فإنما أمسكه على نفسه ) وعلامة المعلم أن يسترسل إذا أرسل، وينزجر إذا زجر، وإن يمسك الصيد فلا يأكل منه، وأن يذكر اسم الله عند إرساله، فهذه أربع شروط لصحة الأكل من صيد " الكلب المعلم "
[ واذكروا اسم الله عليه ] أي عند إرساله
[ واتقوا الله إن الله سريع الحساب ] أي راقبوا الله في أعمالكم فإنه سريع المجازاة للعباد
[ اليوم أحل لكم الطيبات ] أي أبيح لكم المستلذات من الذبائح وغيرها


الصفحة التالية
Icon