[ لا يضركم من ضل إذا إهتديتم ] أى لا يضركم ضلال من ضل من الناس إذا كنتم مهتدين، قال الزمخشري : كان المسلمون تذهب انفسهم حسرة على الكفرة، يتمنون دخولهم في الإسلام، فقيل لهم عليكم أنفسكم بإصلاحها والمشي بها في طرق الهدى، لا يضركم الضلال عن دينكم إذا كنتم مهتدين، كما قال تعالى لنبيه (ص) [ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ] وقال ابو السعود : ولا يتوهمن احد أن في الآية رخصة، في ترك الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، فإن من جملة الإهتداء أن ينكر، وقد روي أن الصديق قال يوما على المنبر :(أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية، وتضعونها غير موضعها واني سمعت رسول الله، قال : ان النس اذا رأوا المنكر فلم يغيروه، عمهم الله بعقابه ) ((ويؤيده حديث " ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، واعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أياما، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم " أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن غريب ))
[ إلى الله مرجعكم جميعا ] أى مصيركم ومصير جميع الخلائق الى الله
[ فينبئكم بما كنتم تعملون ] أى فيجازيكم بأعمالكم، قال البيضاوي : هذا وعد ووعيد للفريقين، وتنبيه على أن أحدا لا يؤاخذ بذنب غيره
[ يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم اذا حضر أحدكم الموت حين الوصية ] أى يا أيها المؤمنون اذا شارف أحدكم على الموت، وظهرت علائمه، فينبغي أن يشهد على وصيته
[ إثنان ذوا عدل منكم او آخران من غيركم ] أى يشهد على الوصية شخصين عدلين من المسلمين، او إثنان من غير المسلمين، غن لم تجدوا شاهدين منكم
[ إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت ] أى إن أنتم سافرتم فقاربكم الأجل، ونزل بكم الموت
[ تحبسونهما من بعد الصلاة ] أي توقفونهما من بعد صلاة العصر، لأنه وقت إجتماع الناس، وكذا فعل رسول الله (ص) استحلف عديا وتميما بعد العصر عند المنبر
[ فيقسمان بالله ان إرتبتم ] أى يحلفان بالله إن شككتم وإرببتم في شهادتهما، قال ابو السعود : أى إن إرتاب بهما الوارث منكم بخيانة وأخذ شيء من التركة فاحبسوهما، وحلفوهما بالله
[ لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ] أى يحلفان بالله قائلين : لا نحابي بشهادتنا أحدا ولا نستبدل بالقسم بالله عرضا من الدنيا، أى لا نحلف بالله كاذبين من أجل المال ولو كان من نقسم له قريبا لنا
[ ولا نكتم شهادة الله إنا اذا لمن الآثمين ] أى ولا نكتم الشهادة التي امرنا الله تعالى بإقامتها، إنا إن فعلنا ذلك كنا من الآثمين
[ فإن عثر على أنهما إستحقا إثما ] أى فإن اطلع بعد حلفهما على خيانتهما، او كذبهما في الشهادة
[ فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان ] أى فرجلان آخران من الورثة المستحقين للتركة، يقومان مقام الشاهدين الخائنين، وليكونا من اولى من يستحق الميراث
[ فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما ] اي يحلفان بالله لشهادتنا أصدق وأولى بالسماع والإعتبار، من شهادتهما لأنهما خانا
[ وما اعتدينا إنا اذا لمن الظالمين ] أى وما اعتدينا فيما قلنا فيهما من الخيانة، إنا اذا كذبنا عليهم نكون من الظالمين
[ ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها ] أى ذلك الحكم أقرب أن يأتوا بالشهادة على حقيقتها، من غير تغيير ولا تبديل
[ او يخافوا ان ترد أيمان بعد أيمانهم ] أى يخافوا أن يحلف غيرهم بعدهم فينفضحوا
[ واتقوا الله واسمعوا ] أى خافوا ربكم وأطيعوا امره
[ والله لا يهدي القوم الفاسقين ] أى والله لا يهدي الخارجين عن طاعته، ولا يرشدهم الى جنته ورحمته !
البلاغة :


الصفحة التالية
Icon