[ إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ] أى هيأنا جهنم وجعلناها ضيافة لهم، كالنُزُل المعد للضيف، وفيه تهكم بهم، وتنبيه على أن لهم وراءها من العذاب، ما تستحقر جهنم دونه
[ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ] أى قل يا أيها الرسول لهؤلاء الكافرين : هل نخبركم بأخسر الناس عند الله ؟
[ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ] أى بطل عملهم وضاع في هذه الحياة الدنيا، لأن الكفر لا تنفع معه طاعة، قال الضحاك : هم القسيسون والرهبان، يتعبدون ويظنون أن عبادتهم تنفعهم، وهي لا تقبل منهم
[ وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ] أى يظنون أنهم محسنون بأفعالهم
[ أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم ] أى كفروا بالقرآن وبالبعث والنشور، فبطلت أعمالهم
[ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ] أى ليس لهم عند الله قيمة ولا وزن، ولا قدر ولا منزلة، وفي الحديث :(يُؤتى بالرجل الطويل الأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضة)
[ ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا ] أى ذلك جزاؤهم وعقوبتهم نارُ جهنم، بسبب كفرهم واستهزائهم بآيات الله ورسله
[ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ] أى آمنوا بالله وعملوا بما يرضيه
[ كانت لهم جنات الفردوس نزلا ] أى لهم أعلى درجات الجنة، وهي (الفردوس ) منزلاا ومستقرا
[ خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ] أى ماكثين فيها أبدا لا يطلبون عنها تحولا، قال ابن رواحة : في جنان الفردوس ليسَ يخافون خُروجأ عنها ولا تحويلأ
[ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى ] هذا تمثيل لسعة علم الله والمعنى : لو كانت بحار الدنيا حبرا ومدادا، وكتبت به كلمات الله، وحِكَمُه وعجائبه
[ لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ] أى لفني ماء البحر على كثرته وانتهى، وكلامُ الله لا ينفد، لأنه غير متناه كعلمه جل وعلا
[ ولو جئنا بمثله مددا ] أى ولو آتينا بمثل ماء البحر، وزدناه به أضعافا، فإن كلام الله لا يتناهى
[ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ] أى قل لهم يا أيها الرسول : إنما أنا إنسان مثلكم، أكرمني الله بالوحي، وأمرني أن أخبركم أنه واحد احد لا شريك له
[ فمن كان يرجوا لقاء ربه ] أى فمن كان يرجو ثواب الله ويخاف عقابه
[ فليعمل عملا صالحا ] أى فليخلص له العبادة
[ ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ] أى ولا يرائى بعمله، ولا يبتغي بما يعمل غير وجه الله، فإن الله لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، على هدي سيد المرسلين ! !
البلاغة :
تضمنت الايات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
١ - الطباق بين [ مطلع.. ومغرب ] وهو من المحسنات البديعية.
٢ - التشبيه البليغ [ جعله نارا ] أى كالنار في الحرارة وشدة الاحمرار حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه فأصبح بليغاً.
٣ - الاستعارة [ يموج فى بعض ] شبههم لكثرتهم وتداخل بعضهم في بعض، بموج البحر المتلاطم، واستعار لفظ " يموج " لذلك، ففيه استعارة تبعية.
٤ - الاستعارة أيضا [ كانت أعينهم في غطاء عن ذكري ] أى كانوا ينظرون فلا يعتبرون، وتُعرض عليهم الآيات الكونية فلا يؤمنون، ولم تكن أعينهم حقيقةَ في غطاء وحجاب، وإنما هو بطريق التمثيل.
٥ -الجناس الناقص [ يحسبون أنهم يحسنون ] لتغير الشكل وبعض الحروف، ويسمى أيضا جناس التصحيف.
٦ - الاستفهام الذي يراد به التوبيخ والتقريع [ أفحسب الذين كفروا ] ؟.
٧ - المقابلة اللطيفة [ وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى ] مقابل [ أما من ظلم فسوف نعذبه.. ] الآية.
لطيفة :


الصفحة التالية
Icon