[ فيذرها قاعا صفصفا ] اي فيتركها ارضا ملساء مستوية، لا نبات فيها ولا بناء
[ لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ] اي لا ترى فيها انخفاضا ولا ارتفاعا
[ يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له ] اي في ذلك اليوم العصيب يتبع الناس داعي الله الذي يدعوهم لأرض المحشر، يأتونه سراعا لا يزيغون عنه ولا ينحرفون
[ وخشعت الأصوات للرحمن ] اي ذلت وسكنت أصوات الخلائق هيبة من الرحمن جل وعلا
[ فلا تسمع إلا همسا ] اي لا تسمع الا صوتا خفيا لا يكاد يسمع، وعن ابن عباس : هو همس الاقدام في مشيها نحو المحشر (( وعلى هذا القول لا يراد بالهمس صوت الكلام، إنما هو همس الأقدام ))
[ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ] اي في ذلك اليوم الرهيب لا تنفع الشفاعة أحدا، إلا لمن أذن له الرحمن في ان يشفع له، ورضي لأجله شفاعة الشافع، وهو الذي كان في الدنيا من اهل " لا اله الا الله " قاله ابن عباس
[ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ] اي يعلم تعالى احوال الخلائق، فلا تخفى عليه خافية من امور الدنيا وامور الآخرة
[ ولا يحيطون به علما ] اي لا تحيط علومهم بمعلوماته جل وعلا (( وقيل المراد : لا يحيطون بمعرفة ذاته إذ لا يعرف الله على الحقيقة إلا الله، واختاره في التسهيل ))
[ وعنت الوجوه للحي القيوم ] اي ذلت وخضعت وجوه الخلائق للواحد القهار، جبار السموات والارض الذي لا يموت، قال الزمخشرى : المراد بالوجوه وجوه العصاة وانهم اذا عاينوا يوم القيامة الخيبة والشقوة وسوء الحساب، صارت وجوههم عانية اي ذليلة خاضعة مثل وجوه العناة وهم الأسارى كقوله :[ سيئت وجوه الذين كفروا ]
[ وقد خاب من حمل ظلما ] اي خسر من اشرك بالله، ولم ينجح ولا ظفر بمطلوبه
[ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن ] اي من قدم الاعمال الصالحة بشرط الايمان
[ فلا يخاف ظلما ولا هضما ] اي فلا يخاف ظلما بزيادة سيئاته، ولا بخسا ونقصا لحسناته
[ وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا ] اي مثل إنزال الآيات المشتملة على القصص العجيبة، انزلنا هذا الكتاب عليك يا محمد بلغة العرب، ليعرفوا انه في الفصاحة والبلاغة خارج عن طوق البشر
[ وصرفنا فيه من الوعيد ] اي كررنا فيه الانذار والوعيد
[ لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ] اي كي يتقوا الكفر والمعاصي، او يحدث لهم موعظة في القلوب، ينشأ عنها امتثال الاوامر واجتناب النواهي
[ فتعالى الله الملك الحق ] اي جل الله وتقدس الملك الحق، الذي قهر سلطانه كل جبار عما يصفه به المشركون من خلقه
[ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه ] اي اذا أقرأك جبريل القرآن، فلا تتعجل بالقراءة معه، بل استمع اليه واصبر حتى يفرغ من تلاوته وحينئذ تقرأه أنت، قال ابن عباس : كان (ص) يبادر جبريل فيقرأ قبل ان يفرغ جبريل من الوحي حرصا على حفظ القرآن، ومخافة النسيان فنهاه الله عن ذلك، قال القرطبي : وهذا كقوله تعالى :[ لا تحرك به لسانك لتعجل به ]
[ وقل رب زدني علما ] اي سل الله عز وجل زيادة العلم النافع، قال الطبري : أمره بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم
[ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل ] اي وصيناه ان لا يأكل من الشجرة من القديم
[ فنسى ولم نجد له عزما ] اي نسي امرنا، ولم نجد له حزما وصبرا عما نهيناه عنه
[ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ] اي واذكر يا محمد حين أمرنا الملائكة بالسجود لآدم، سجود (تحية وتكريم ) فامتثلوا الأمر إلا إبليس، فإنه أبى السجود وعصى أمر ربه، قال الصاوي : كررت هذه القصة في سبع سور من القرآن، تعليما للعباد امتثال الأوامر، واجتناب النواهي، وتذكيرا لهم بعداوة ابليس لأبيهم آدم
[ فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك ] اى ونبهنا آدم فقلنا له : ان ابليس شديد العداوة لك ولحواء


الصفحة التالية
Icon