[ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ] اي وإن اراد الله إصابتك بضر، فلا دافع له إلا هو وحده
[ وإن يردك بخير فلا راد لفضله ] اي وإن أراد إصابتك بنعمة ورخاء، فلا يمنعه عنك مانع
[ يصيب به من يشاء من عباده ] أي يصيب بهذا الفضل والإحسان من شاء من العباد
[ وهو الغفور الرحيم ] اي هو سبحانه الغفور لذنوب العباد، الرحيم بأهل الرشاد
[ قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم ] اي جاءكم القرآَن العظيم المشتمل على محاسن الأحكام
[ فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ] اي من اهتدى بالإيمان فمنفعة اهتدائه لها خاصة
[ ومن ضل فإنما يضل عليها ] اي ومن ضل بالكفر والإعراض، فوبال الضلال مقصور عليها
[ وما أنا عليكم بوكيل ] اي ولست بحفيظ، أحفظ عليكم أعمالكم، إنما أنا بشير ونذير
[ واتبع ما يوحى إليك ] اْي اتبع يا محمد في جميع شئونك ما يوحيه إِليك ربك
[ واصبر حتى يحكم الله ] أي اصبر على ما يعتريك من مشاق التبليغ حتى يقضي الله بينك وبينهم
[ وهو خير الحاكمين ] أي هو سبحانه خير من يفصل بين العباد بالعدل، والآية تسلية للنبى (ص) ووعيد للمشركين.
البلاغة :
١ - [ الآن وقد عصيت قبل ] الاستفهام للتوبيخ والإِنكار.
٢ - [ بوأنا.. مبوأ ] بينهما جناس الاشتقاق.
٣ - [ كلمة ربك ] كناية عن القضاء والحكم الأزلي بالشقاوة.
٤ - [ ثم ننجي رسلنا ] صيغة المضارع حكاية عن الماضي لتهويل امرها باستحضار صورتها.
٥ - [ ما لا ينفعك ولا يضرك ] بينهما طباق.
٦ - [ وإن يمسسك الله بضر.. وإن يردك بخير ] بين الجملتين (مقابلة لطيفة) وهي من المحسنات البديعية.
٧ - [ فمن اهتدى.. ومن ضل ] بينهما طباق.
٨ - [ يحكم الله.. الحاكمين ] بينهما جناس الاشتقاق.
فائدة :
قال الإِمام الفخر : آمن فرعون ثلاث مرات : أولها قوله " آمنت " وثانيها قوله [ لا إله إلا الذى آمنت به بنو اسرائيل ] وثالثها قوله [ وأنا من المسلمين ] فما السبب في عدم قبول إيمانه ؟ والجواب : أنه إنما آمن عند نزول العذاب، والإيمان فى هذا الوقت غير مقبول، لأنه يصير الحال حال الإلجاء فلا ينفع التوبة ولا الايمان قال تعالى [ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا.. ].
تنبيه :
قال المفسرون : إنما نجى الله جَسَد فرعون بعد الغرق، لأن قوما اعتقدوا فيه الآلهية، وزعموا أن مثله لا يموت، فأراد الله أن يشاهده الخلق على ذلك الذل والمهانة، ليتحققوا موته، ويعرفوا أن الذي كان بالأمس في نهاية الجلالة والعظمة، قد آل امره إِلى الذل والهوان، فيكون عبرة للخلق، وزجرا لأهل الطغيان.


الصفحة التالية
Icon