[ وأمر مريج ] أي مضطرب مختلط
[ فرات ] شديد العذوبة
[ أجاج ] شديد الملوحة
[ برزخا ] حاجزا.
التفسير :
[ وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ] أي وإذا رآك المشركون يا محمد ما يتخذونك إلا موضع هزء وسخرية
[ أهذا الذى بعث الله رسولا ] أي قائلين بطريق التهكم والاستهزاء : أهذا الذي بعثه الله إلينا رسولا ؟
[ إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ] أي إن كاد ليصرفنا عن عبادة آلهتنا، لولا أن ثبتنا عليها واستمسكنا بعبادتها، قال تعالى ردا عليهم :
[ وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ] وعيد وتهديد، أي سوف يعلمون في الآخرة عند مشاهدة العذاب، من هو أخطأ طريقا وأضل دينا ؟ أهم أم محمد ؟
[ أرأيت من اتخذ إلهه هواه ] تعجيب من ضلال المشركين أي أرأيت من جعل هواه إلها له ؟ كيف يكون حاله ؟ قال ابن عباس : كان الرجل من المشركين يعبد حجرا، فإذا رأى حجرا أحسن منه رماه وأخذ الثاني فعبده
[ أفأنت تكون عليه وكيلا ] أي هل ستكون حافظا تحفظه من اتباع هواه ؟ ليس الأمر لك، قال أبو حيان : وهذا تيئيس من إيمانهم، وإشارة للرسول(ص) ألا يتأسف عليهم، وإعلام أنهم في الجهل بالمنافع، وقلة النظر في العواقب، مثل البهائم
[ أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ] ؟ أي أتظن أن هؤلاء المشركين، يسمعون ما تقول لهم سماع قبول ؟ أو يعقلون ما تورده عليهم من الحجج والبراهين، الدالة على الوحدانية ؟ حتى تهتم بشأنهم وتطمع في إيمانهم ؟
[ إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ] أي ما هم إلا كالبهائم، بل هم أبشع حالا، وأسوأ مالا من الأنعام السارحة، لأن البهائم تهتدي لمراعيها، وتنقاد لأربابها، وتعرف من يحسن إليها، وهؤلاء لا ينقادون لربهم، ولا يعرفون إحسانه إليهم.. ثم ذكر تعالى أنواعا من الدلائل الدالة على وحدانيته، وكمال قدرته، فقال سبحانه :
[ ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ] أي ألم تنظر إلى بديع صنع الله وقدرته ؟ كيف بسط تعالى الظل ومده وقت النهار ؟ حتى يستروح الإنسان بظل الأشياء من حرارة الشمس المتوهجة ؟ إذ لولا الظل لأحرقت الشمس الإنسان وكدرت حياته
[ ولو شاء لجعله ساكنا ] أي لو أراد سبحانه لجعل الظل دائما ثابتا في مكان، لا يزول ولا يتحول عنه، ولكنه بقدرته ينقله من مكان إلى مكان، ومن جهة إلى جهة، فتارة يكون جهة المشرق، وتارة جهة المغرب، وأخرى من أمام أو خلف
[ ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ] أي جعلنا طلوع الشمس دليلا على وجود الظل، فلولا وقوع ضوئها على الأجرام، لما عرف أن للظل وجودا، ولما ظهرت آثار هذه النعمة الجليلة للعباد، والأشياء إنما تعرف بأضدادها، فلولا الظلمة ما عرف النور، ولولا الشمس ما عرف الظل (وبضدها تتميز الأشياء)