[ إني لكم نذيز مبين ] أي بأني منذز لكم، ومخوف لكم من عذاب الله إن لم تؤمنوا
[ أن لا تعبدوا الا الله ] أي أرسلناه بدعوة التوحيد وهي عبادة آلله وحده
[ إِني أخاف عليكم عذاب يوم أليم ] أي إني أخاف عليكم إن عبدتم غيره، عذاب يوم شديد مؤلم
[ فقال الملأ الذين كفروا من قومه ] أي قال السادة والكبراء من قوم نوح
[ ما نراك إلا بشرا مثلنا ] أي ما نراك إلا واحدأ مثلنا، ولا فضل لك علينا، قال الزمخشري : وفيه تعريضْ بأنهم أحق منه بالنبوة : وأن الله لو أراد أن يجعلها في أحدٍ من البشر لجعلها فيهم
[ وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا ] أي وما اتبعك إلا سفلةُ الناس، وإنما وصفوهم بذلك لفقرهم " جهلا منهم واعتقادا بأن الشرف هو بالمال والجاه، وليس الأمر كذلك، بل المؤمنون أشرف منهم على فقرهم وخمولهم
[ باديَ الرأي ] أي في ظاهر الرآي، من غير تفكر أو رؤية
[ وما نرى لكم علينا من فضل ] أي وما نرى لك ولأتباعك من مزية وشرف علينا، يؤهلكم للنبوة، واستحقاق المتابعة
[ بل نظنكم كاذبين ] أي بل نظنكم كاذبين فيما تدعونه، أرادوا أن يحجوا نوحا من وجهين : أحدهما : أن المتًبعين له أراذل القوم، ليسوا قدوة ولا أسوة، والثاني : أنهم مع ذلك لم يتَرووا في اتباعه، ولا أمعنوا الفكر في صحة ما جاء به، وإنما بادروا إلى ذلك من غير فكر ولا روية، وغرضُهم ألا تقوم الحجة عليهم، بأن منهم من آمن بنوح وصدقه
[ قال يا قوم أرأيتم ان كنتُ على بينةِ من ربي ] تلطفَ معهم في الخطاب لاستمالتهم إلى الإيمان، أي قال لهم نوح : اخبروني يا قوم إن كنتُ على برهان، وأمر جلى من ربي بصحة دعوايَ
[ وآتانى رحمةَ من عنده ] أي ورزقني هداية خاصة من عنده وهي النبوة
[ فعُميث عليكم ] أي فخفي الأمر عليكم، لاحتجابكم بالمادة عن نور الإيمان
[ أنلزِمكموها وأنتم لها كارهون ] أي أنكرهكم على قبولها ونجبركم على الاهتداء بها، والحال انكم كارهون منكرون لها ؟ والاستفهام للإنكار أي لا نفعل ذلك، لأنه لا إكراه في الدين
[ ويا قوم لا أسألكم عليه مالا ] أي لا اسألكم على تبليغ الدعوة أجرا، ولا أطلب على النصيحة مالا حتى تتهموني
[ إن أجريَ إلا على الله ] أي ما أطلب ثوابي إلا من الله، فإنه هو الذي يثيبني ويجازينى
[ وما أنا بطارد الذين آمنوا ] أي ولست بمبعد هؤلاء المؤمنين الضعفاء عن مجلسي، ولا بطاردهم عني كما طلبتم
[ انهم ملاقوا ربهم ] أي إنهم صائرون الى ربهم، وفائزون بقربه، فكيف أطردهم ؟
[ ولكني أراكم قومأ تجهلون ] أي ولكنكم قوم تجهلون قدرهم فتطلبون طردهم، وتظنون أنكم خير منهم
[ ويا قوم من ينصرني من آلله إن طردتهم ] أي من يدفع عني عقاب الله، إن ظلمتهم وطردتهم ؟
[ أفلا تذكرون ] أي أفلا تتفكرون فتعلمون خطأ رآيكم وتنزجرون عنه ؟
[ ولا أقول لكم عندي خزائن الله ] أي لا أقول لكم عندي المال الوافر الكثير، حتى تَتبعوني لغناي وثرائي ! !
[ ولا أعلم الغيب ] أي ولا أقول لكم إني أعلم الغيب، حتى تظنوا بي الربوبية
[ ولا أقول إني مَلَك ] أي ولا أقول لكم إني من الملائكة اُرسلت إليكم، فأكون كاذبآ في دعواي
[ ولا أقول للذين تزدري أعينكمم لن يؤتيَهم اللهُ خيرا ] أي ولا أقول لهؤلاء الضعفاء الذين آَمنوا بي واحتقرتموهم لفقرهم، لن يمنحهم الله الهداية والتوفيق
[ اللهُ أعلم بما في أنفسهم ] أي أعلم بسرائرهم وضمائرهم
[ إني إذا لمن الظالمين ] أي إني إن قلت ذلك أكون ظالما مستحقا للعقاب
[ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرتَ جدالنا ] أي قال قوم نوح لنوح عليه السلام : قد خاصمتنا فأكثرتَ خصومتنا
[ فَأتِنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ] أي فائتنا بالعذابَ آلذي كنت تعدنا به، إن كنت صادقا في ما تقول ! !