١٠ - جناس الإشتقاق بين [ منقلب- ينقلبون ].
١١ - مراعاة الفواصل مما يزيد في جمال الكلام ورونقه مثل [ يهيمون، ينقلبون، يقولون ما لا يفعلون ] ! لخ.
لطيفه :
ذكر أن عمر بن عبد العزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ قوله تعالى :[ أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أفنى عنهم ما كانوا يمتعون ] ؟ ثم يبكي وينشد : نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم والردى لك لازم تسر بما يفنى وتفرح بالمنى كما سر باللذات في النوم حالم وتسعى إلى ما سوف تكره غبه كذلك في الدنيا تعيش البهائم
تنبيه :
الشعر باب من الكلام، حسنه حسن، وقبيحه قبيح، وإنما ذم تعالى الشعر، لما فيه من المغالاة والإفراط في المديح أو الهجاء، ومجاوزة حد القصد فيه، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة، وأشحهم على حاتم، ويبهتوا البريء، ويفسقوا التقي، وربما رفعوا شخصا إلى الأوج ثم إذا غضبوا عليه أنزلوه إلى الحضيض، وهذا مشاهد ملموس في أكثر الشعراء، إلا من استثناهم الله عز وجل، والشاعر قد يمدح الشيء ويذمه بحلاوة لسانه وقوة بيانه، ومن ألطف ما سمعت من بعض شيوخي ما قاله بعض الشعراء في مدح العسل : تقول : هذا مجاج النحل تمدحه وإن تعب قلت : ذا قئ الزنابير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما سحر البيان يرى الظلماء كالنور.
لطيفه :
ذكر أن الفرزدق أنشد أبياتا عند (سليمان بن عبد الملك ) فيها شيء من الفجور والفسق، وفي ضمنها قوله في النساء العذارى : فبتن كأنهن مصرعات وبت أفض أغلاق الختام فقال له سليمان : قد وجب عليك الحد، فقال يا أمير المؤمنين : إن الله قد درأ عني الحد بقوله :[ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون ] فضحك سليمان وعفا عنه.


الصفحة التالية
Icon