[ واستغفروا ربكم ثم توبوا اِليه ] أي استغفروا ربكم من جميع الذنوب، ثم توبوا إِليه توبة نصوحا
[ اِن ربي رحيم ودود ] أي إنه جل وعلا عظيم الرحمة، كثير الود والمحبة لمن تاب وأناب
[ قالوا يا شعيبُ ما نَفقه كثيرا مما تقول ] أي قالوا لنبيهم شعيب على وجه الاستهانة : ما نفهم كثيرأ مما تحدثنا به، جعلوا كلامه المشتمل على فنون الحِكَم والمواعظ، وأنواع العلوم والمعارف، من قبيل التخليط والهذيان الذي لا يُفهم معناه، ولا يدرك فحواه مع انه كما ورد في الحديث الشريف (خطيب الأنبياء)
[ وإنا لنراك فينا ضعيفاً ] أي لا قوة لك ولا عزة لك فيما بيننا
[ ولولا رهطُك لرجمناك ] أي ولولا جماعتك لقتلناك رميا بالأحجار
[ وما أنتَ علينا بعزيز ] أي لستَ عندنا بمكرم ولا محترم حتى نمتنع من رجمك
[ قال يا قوم أرهطي أعزُّ عليكم من الله ] ؟ هذا توبيخ لهم، أي أتتركوني لأجل قومي، ولا تتركوني إعظاما لجناب الرب تبارك وتعالى ؟ فهل عشيرتى أعز عندكم من الله وأكرم ؟ قال ابن عباس : إِن قوم شعيب ورهطه كانوا أعز عليهم من الله، وصغُر شأنُ الله عندهم، عز ربنا وجل ثناؤه
[ واتخذتموه وراءكم ظهريا ] أي جعلتم الله خلف ظهوركم لا تطيعونه ولا تعظمونه، كالشيء المنبوذ وراء الظهر، لا يُعبأ به، وهذا مثل، قال الطبري : يقال للرجل إذا لم يقضِ حاجة الرجل : نبذ حاجته وراء ظهره أي تركها ولم يلتفت إليها
[ إن ربى بما تعملون محيط ] أي إنه جل وعلا قد أحاط علما بأعمالكم السيئة وسيجازيكم عليها
[ ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل ] تهديد شديد أي اعملوا على طريقتكم، إني عامل على طريقتي، كأنه يقول : اثبتوا على ما أنتم عليه من الكفر والعداوة، فأنا ثابت على الإسلام والمصابرة
[ سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ] أى سوف تعلمون الذي يأتيه عذاب يذله ويهينه
[ ومن هو كاذب ] أي وتعلمون من هو الكاذب
[ وارتقبوا إني معكم رقيب ] أي انتظروا عاقبة أمركم، أنني منتظر معكم
[ ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا ] أي ولما جاء أمرنا باهلاكهم، نجينا شعيبا والمؤمنين معه بسبب رحمة عظيمة منا لهم
[ وأخذت الذين ظلموا الصيحة ] أي وأخذ أولئك الظالمين صيحة العذاب، قال القرطبي : صاح بهم جبريل صيحة فخرجت أرواحهم من أجسادهم
[ فأصبحوا في ديارهم جاثمين ] أى موتى هامدين لا حراك بهم، قال ابن كثير : وذكر ههنا أنه أتتهم (صيحة)، وفى الأعراف (رجفة)، وفي الشعراء (عذاب يوم الظلة)، وهم أمةً واحدة اجتمع عليهم يوم عذابهم، هذه النقم كلها، وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه
[ كأن لم يغنوا فيها ] أي كأن لم يعيشوا ويقيموا فى ديارهم قبل ذلك
[ ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ] قال الطبري : أي ألا أبعد الله مدين من رحمته باِحلال نقمته، كما بعدت من قبلهم ثمود من رحمته، بإِنزال سخطه بهم
[ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين ] هذه هي القصة السابعة وهي آخر القصص في هذه السورة الكريمة، والمعنى : لقد أرسلنا موسى بشرائع وأحكام وتكاليف إِلهية، وأيدناه بمعجزات قاهرة، وبينات باهرة، كالعصا واليد
[ إِلى فرعون وملأه ] أي إِلى فرعون، وأشراف قومه
[ فاتبعوا أمر فرعون ] أي فأطاعوا أمر فرعون، وعصوا أمر الله
[ وما أمرُ فرعون برشيد ] أي وما أمر فرعون بسديد، لأنه ليس فيه رشد ولا هدى، وإِنما أمرهُ جهل وضلال
[ يقدُم قومَه يوم القيامة ] أي يتقدم أمامهم إِلى النار يوم القيامة، كما كان يتقدمهم في الدنيا
[ فأوردهم النار ] أى أدخلهم نار جهنم
[ وبئس الوردُ المورود ] أي بئس المدخل المدخول نار الجحيم ! !
[ وأتبعوا في هذه لعنة ] أى ألحقوا فوق العذاب الذى عجله الله لهم، لعنة في الدنيا