[ كظيم ] ممتلىء من الحزن يكتمه ولا يبديه
[ تفتأ ] لا تفتأ ولا تزال من أخوات كان الناقصة
[ حَرَضا ] الحَرَض : المَرَض الذي يُشفي على الهلاك قال الشاعر : سَرَى همي فأمرضني وقِدما زَادنَي مَرَضا كذاك الحُب قبلَ اليَو مِ مما يُورِثُ الحَرَضا وأصل الحَرَض الفساد في الجسم أو العقل
[ بثي ] البث : أشد الغم والهم
[ فتحسسوا ] التحسس : طلب الشيء بالحواس، والتعرفُ عليه مع الاستقصاء الدقيق ويستعمل فى الخير كما أن (التجسس) يستعمل فى الشر، و قيل يستعمل في الخير والشر
[ لا تثريب ] الثريبُ : التأنيب والتوبيخ.
التفسير :
[ ولما دخلوا على يوسف ] أي وحين دخل أولاد يعقوب على يوسف
[ آوى إليه أخاه ] أي ضم إليه أخاه الشقيق بنيامين
[ قال إني أنا أخوك ] أي أنا أخوك يوسف، أخبره بذلك واستكتمه
[ فلا تبتئس بما كانوا يعملون ] أي لا تحزن بما فعلوا بنا فيما مضى فإن الله قد أحسن الينا وجمعنا بخير قال المفسرون : لما دخل إخوة يوسف عليه أكرمهم وأحسن ضيافتهم ثم أنزل كل اثنين في بيت وبقى " بنيامين " وحيدا فقال : هذا لا ثاني له فيكون معى، فبات يوسف يضمه إليه ويعانقه، وقال له : أنا أخوك " يوسف " فلا تحزن بما صنعوا، ثم أعلمه أنه سيحتال لإبقائه عنده وأمره أن يكتم الخبر
[ فلما جهزهم بجهازهم ] أي ولما قضى حاجتهم وحمل إبلهم بالطعام والميرة
[ جعل السقايةَ في رحل أخيه ] أي أمر يوسف بأن تُجعل السقاية - وهي صاع من ذهب مرصع بالجواهر - في متاع أخيه بنيامين
[ ثم أذن مؤذن ] أي نادى منادٍ
[ أيتها العيرُ ] أي يا أصحاب الإبل ويا أيها الركبُ المسافرون
[ إنكم لسارقون ] أي أنتم قوم سارقون، وإنما استحل أن يرميهم بالسرقة لما في ذلك من المصلحة من إمساك أخيه
[ قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون ] ؟ قال المفسرون : لما وصل المنادون إليهم قالوا : ألم نكرمكم ونحسن ضيافتكم ؟ ونوف إليكم الكيل ؟ ونفعل بكم ما لم نفعل بغيركم ؟ قالوا : بلى وما ذاك ؟ قالوا : فقدنا سقاية الملك ولا نتهم عليها غيركم فذلك قوله تعالى :[ قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون ] أي التفتوا إليهم وسألوهم ماذا ضاع منكم ؟ وماذا فُقد ؟ وفي قولهم [ ماذا تفقدون ] بدل (ماذا سرَقنا) إرشاد لهم إلى مراعاة حسن الأدب، وعدم المجازفة بنسبة البريئين إلى تهمة السرقة، ولهذا التزموا الأدب معهم فأجابوهم
[ قالوا نفقِد صُواع الملك ] أي ضاع منا مكيال الملِك المُرصع بالجواهر
[ ولمن جاءَ به حمل بعير ] أي ولمن جاءنا بالمكيال ورده إلينا حِملُ بعير من الطعام كجائزة له
[ وأنا به زعيم ] أي أنا كفيلٌ وضامن بذلك
[ قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنُفسد في الأرض ] قسمٌ فيه معنى التعجب، أي قالوا متعجبين : والله لقد علمتم أيها القوم ما جئنا بقصد أن نفسد في أرضكم
[ وما كنا سارقين ] أي ولسنا ممن يُوصف بالسرقة قط لأننا أولاد أنبياء ولا نفعل مثل هذا الفعل القبيح، قال البيضاوى : استَشهدوا بعلمهم على براءة أنفسهم لما عرفوا منهم من فرط أمانتهم، كرد البضاعة التي جُعلت في رحالهم، وككم أفواه الدواب لئلا تتناول زرعاً أو طعاماً لأحد
[ قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين ] أي ما عقوبة السارق في (شريعتكم ) إن كنتم كاذبين في ادعاء البراءة ؟
[ قالوا جزاؤه من وُجد في رَحله فهو جزاؤه ] أي جزاء السارق الذي يوجد الصاع في متاعه أن يُسترق ويصبح مملوكا لمن سَرَق منه
[ كذلك نجزي الظالمين ] أي كذلك نجازي من تعدى حدود الله بالسرقة وأمثالها، وهذا القول منهم هو الحكم في شريعة يعقوب وقد نُسِخ بقطع الأيدي في الشريعة الإسلامية


الصفحة التالية
Icon