سورة ص
مكية وآياتها ثمان وثمانون آية
بين يدي السورة
سورة ص مكية، وهدفها نفس هدف السور المكية، التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية
*ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالقرآن المعجز المنزل على النبي الأمي، المشتمل على المواعظ البليغة، والأخبار العجيبة - على أن القرآن حق، وأن محمدا نبي مرسل [ ص. والقرآن ذي الذكر. بل الذين كفروا في عزة وشقاق.. ] الآيات.
*ثم تحدثت عن الوحدانية وإنكار المشركين لها، ومبالغتهم في العجب من دعوة الرسول (ص) لهم إلي توحيد الله [ أجعل الآلهة إلها واحدا ؟ إن هذا لشيء عجاب ].
*وانتقلت السورة لتضرب الأمثال لكفار مكة بمن سبقهم من الطغاة المتجبرين، الذين أسرفوا بالتكذيب والضلال، وما حل بهم من العذاب والنكال، بسبب إفسادهم وإجرامهم [ كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد ] الآيات.
* ثم تناولت قصص بعض الرسل الكرام، تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام، عما يلقاه من كفار مكة من الاستهزاء والتكذيب، وتخفيفا لآلامه وأحزانه، فذكرت قصة نبي الله (داود)، وولده (سليمان )، الذي جمع الله له بين النبوة والملك، وما نال كلا منهما من الفتنة والابتلاء، ثم أعقبتها بذكر فتنة (أيوب، وإسحاق ويعقوب، وإسماعيل وذا الكفل )، هكذا في عرض سريع لبيان سنة الله، في إبتلاء أنبيائه وأصفيائه [ اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب.. ] الآيات.
*وأشارت السورة الكريمة إلي دلائل القدرة والوحدانية، في هذا الكون المنظور وما فيه من بدائع الصنعة، للتنبيه على أن هذا الكون لم يخلق عبثا، وأنه لابد من دار ثانية يجازي فيها المحسن والمسيء [ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار.. ] الآيات.
* وختمت السورة الكريمة ببيان وظيفة الرسول ومهمته الأساسية التي هي مهمة جميع الرسل الكرام [ قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار. رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار.. ] الآيات.
التسمية :
تسمى السورة الكريمة " سورة ص " وهو حرف من حروف الهجاء للإشادة بالكتاب المعجز الذي تحدى الله به الأولين والآخرين، وهو المنظوم من أمثال هذه الحروف الهجائية.
اللغة :
[ عزة ] تكبر وامتناع عن قبول الحق، وأصلها الغلبة والقهر ومنه قولهم " من عزيز " يعني من غلب سلب
[ شقاق ] مخالفة ومباينة
[ مناص ] المناص : الملجأ والغوث والخلاص
[ عجاب ] بالغ الغاية في العجب قال الخليل : العجيب : العجب، والعجاب الذي قد تجاوز حد العجب
[ اختلاق ] كذب وافتراء
[ فواق ] الفواق : الاستراحة الإفاقة قال الجوهري : الفواق والفواق : ما بين الحلبتين من الوقت، لأنها تحلب ثم تترك ساعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب وقوله تعالى :[ ما لها من فواق ] أي ما لها من انتظار وراحة لافاقة
[ قطنا ] القط : الحظ والنصيب
[ الأبد ] القوة في العبادة والطاعة
[ تسوروا ] تسور الحائط علا أعلاه وتسلقه، والسور : الحائط
[ تشطط ] قال علماء اللغة الشطط : مجاوزة الحد وتخطي الحق، يقال : شط في الحكم أي جار فيه ولم يعدل، والأصل فيه : البعد من شطت الدار بمعني بعدت. تفسيرسورة ص
التفسير :
[ ص ] تقدم الكلام على الحروف الهجائية، وبينا أن فيها إشارة إلى إعجاز القرآن
[ والقرآن ذى الذكر ] قسم أقسم به الباري جل وعلا أي والقرآن ذي الشرف الرفيع، وذي الشأن والمكانة، وجواب القسم محذوف تقديره إن هذا القرآن لمعجز، لأن محمدا لصادق قال ابن عبس :[ ذي الذكر ] أي ذي الشرف