سورة الأحقاف
مكية وآياتها خمس وثلاثون آية
بين يدي السورة
* هذه السورة مكية وأهدافها نفس أهداف السور المكية، العقيدة في أصولها الكبرى (الوحدانية، الرسالة، البعث والجزاء) ومحور السورة الكريمة يدور حول " الرسالة والرسول " لإثبات صحة رسالة محمد (ص) وصدق القرآن.
* تحدثت السورة في البدء عن القرآن العظيم، المنزل من عند الله بالحق، ثم تناولت الأوثان التي عبدها المشركون، وزعموا أنها آلهة مع الله تشفع لهم عنده، فبينت ضلالهم وخطأهم في عبادة ما لا يسمع ولا ينفع، لم تحدثت عن شبهة المشركين حول القرآن، فردت على ذلك بالحجة الدامغة، والبرهان الناصع.
* ثم تناولت نموذجين من نماذج البشرية في هدايتها وضلالها، فذكرت نموذج (الولد الصالح ) المستقيم في فطرته، البار بوالديه، الذي كلما زادت سنه وتقدم في العمر، ازداد تقى وصلاحا وإحسانا لوالديه.. ونموذج (الولد الشقي ) المنحرف عن الفطرة، العاق لوالديه، الذي يهزأ ويسخر من الإيمان والبعث والنشور ومال كل منهما.
* ثم تحدثت السورة عن قصة " هود " عليه السلام مع قومه الطاغين " عاد " الذين طغوا في البلاد، واغتروا بما كانوا عليه من القوة والجبروت، وما كان من نتيجتهم حيث أهكلهم الله بالريح العقيم، تحذيرا لكفار قريش في طغيانهم واستكبارهم على أوامر الله وتكذيبهم للرسول (ص).
* وختمت السورة الكريمة بقصة النفر من الجن الذين استمعوآ إلى القرآن وآمنوا به ثم رجعوا منذرين إلى قومهم يدعونهم إلى الإيمان، تذكيرا للمعاندين من الإنس بسبق الجن لهم إلى الاسلام.
التسمية :
سميت " سورة الأحقاف " لأنها مساكن عاد الذين أهلكهم الله بطغيانهم وجبروتهم، وكانت مساكنهم بالأحقاف من أرض اليمن [ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف.. ] الآية.
اللغة :
[ شرك ] شركة ونصيب
[ أثارة ] بقية من الشيء
[ تفيضون ] الإفاضة في الشيء : الخوض فيه والاندفاع يقال : أفاضوا في الحديث اندفعوا فيه، وأفاض الناس من عرفات أي دفعوا منها
[ بدعا ] البدع بالكسر الشيء المبتدع قال الرازي : والبدع والبديع من كل شيء المبدع، والبدعة ما اخترع مما لم يكن موجودا قبله بحكم السنة
[ إفك ] كذب
[ كرها ] بكره ومشقة
[ فصاله ] فطامه
[ أوزعني ] ألهمني
[ أف ] كلمة تضجر وتبرم
[ خلت ] مضت. تفسير سورة الأحقاف
التفسير :
[ حم ] الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن، وأنه منظوم من أمثال هذه الحروف الهجاثية
[ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ] أي هذا الكتاب المجيد منزل من عند الإله العزيز في ملكه، الحكيم في صنعه
[ ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق ] أي ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما من المخلوقات عبثا، وإنما خلقناهما خلقا متلبسا بالحكمة، لندل على وحدانيتنا وكمال قدرتنا
[ وأجل مسمى ] أي وإلى زمن معين هو زمن فنائهما يوم القيامة [ يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار
[ والذين كفروا عما إنذروا معرضون ] أي وهؤلاء الكفار معرضون عما خوفوا به من العذاب ومن أهوال الآخرة، لا يتفكرون فيه ولا يستعدون له.. ثم لما بين وجود الإله العزيز الحكيم رد على عبده الأصنام فقال سبحانه :
[ قل أرأيتم ما تدعون من دون الله ] آي قل يا محمد لهؤلاء المشركين : أخبرونى عن هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله، وتزعمون أنها آلهة
[ أروني ماذا خلقوا من الأرض ] ؟ أي أرشدوني واخبروني أى شيىء خلقوا من أجزاء الأرض، ومما على سطحها من إنسان أو حيوان ؟
[ أم لهم شرك في السموات ] ؟ أي أم لهم مشاركة ونصيب مع الله في خلق السموات