سورة ق
مكية وآياتها خمس وأربعون آية
بين يدي السورة
* هذه السورة مكية وهي تعالج أصول العقيدة الإسلامية (الوحدانية، الرسالة، البعث ) ولكن المحور الذي تدور حوله هو موضوع (البعث والنشور) حتى ليكاد يكون هو الطابع الخاص للسورة الكريمة، وقد عالجه القرآن بالبرهان الناصع، والحجة الدامغة. وهذه السورة رهيبة، شديدة الوقع على الحس، تهز القلب هزا، وترج النفس رجا، وتثير فيها روعة الإعجاب، ورعشة الخوف، بما فيها من الترغيب والترهيب.
* ابتدأت السورة بالقضية الأساسية التي أنكرها كفار قريش، وتعجبوا منها غاية العجب، وهي قضية الحياة بعد الموت، والبعث بعد الفناء [ ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد.. ] الآيات.
* ثم لفتت السورة أنظار المشركين - المنكرين للبعث - إلى قدرة الله العظيمة، المتجلية في صفحات هذا الكون المنظور، في السماء والأرض، والماء والنبت، والثمر والطلع، والنخيل والزرع، وكلها براهين قاطعة على قدرة العلي الكبير [ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها.. ] الآيات.
* وانتقلت السورة الكريمة للحديث عن المكذبين من الأمم السالفة، وما حل بهم من الكوارث وأنواع العذاب، تحذيرا لكفار مكة أن يحل بهم ما حل بالسابقين [ كذبت قبلهم قوم نوج وأصحاب الرس وثمود.. ] الآيات.
* ثم انتقلت السورة للحديث عن سكرة الموت، ووهلة الحشر، وهول الحساب، وما يلقاه المجرم في ذلك اليوم العصيب، من أهوال وشدائد تنتهي بإلقائه في الجحيم [ ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد.. ] الآيات.
* وختمت السورة الكريمة بالحديث عن " صيحة الحق " وهي الصيحة التي يخرج الناس بها من القبور، كأنهم جراد منتشر، ويساقون للحساب والجزاء، لا يخفى على الله منهم أحد، وفيه إثبات للبعث والنشور، الذي كذب به المشركون [ واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج.. ] الآيات. تفسير سورة ق
قال الله تعالى :[ ق والقرآن المجيد.. ] إلى قوله [ فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ]. من آية (١ ) إلى نهاية آية (٢٢).
اللغة :
[ مريج ] مختلط قال ابن قتيبة : مرج الأمر، ومرج الدين : اختلط، وأصله أن يقلق الشىء ولا يستقر، يقال : مرج الخاتم في يدي إذا قلق للهزال
[ فروج ] شقوق صدوع جمع قرج وهو الشق
[ باسقات ] طوال بسق الشيء بسوقا إذا طال
[ نضيد ] متراكب بعضه فوق بعض
[ لبس ] حيرة وشك واضطراب
[ عيينا ] عجزنا يقال : عيي به يعيا أي عجز عنه
[ رقيب ] حافظ شاهد على أعمال الإنسان
[ عتيد ] حاضر مهيأ قال الجوهري : العتيد الشيء الحاضر المهيأ ومنه
[ وأعتدت لهن متكأ ] وفرس عتيد معد للجرى
[ حديد ] حاد نافذ
[ محيص ] مهرب
[ حشر ] جمع، قال تعالى [ وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ].
التفسير :
[ ق ] الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن، وللإشارة إلى أن هذا الكتاب المعجز، منظوم من أمثال هذه الحروف الهجائية
[ والقرآن المجيد ] قسم حذف جوابه أي أقسم بالقرآن الكريم، ذي المجد والشرف على سائر الكتب السماوية، لتبعثن بعد الموت، قال ابن كثبر : وجواب القسم محذوف وهو مضمون الكلام بعده، وهو إثبات النبوة، وإثبات المعاد، وتقديره : إنك يا محمد لرسول، وإن البعث لحق، وهذا كثير في القرآن، وقال أبو حيان : والقرآن مقسم به، والمجيد صفته وهو الشريف على غيره من الكتب، والجواب محذوف يدل عليه ما بعده تقديره : لقد جئتهم منذرا بالبعث فلم يقبلوا
[ بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ] أي تعجب المشركون من إرسال رسول إليهم من البشر، يخوفهم من عذاب الله