[ ذلك حشرعلينا يسير ] أي ذلك جمع وبعث سهل هين علينا، لا يحتاج إلى عناء
[ نحن أعلم بما يقولون ] أي نحن أعلم بما يقول كفار قريش، من إنكار البعث، والسخرية، والاستهزاء بك وبرسالتك ! ! وفيه تسلية للنبي (ص) وتهديد لهم
[ وما أنت عليهم بجبار ] أي وما أنت يا محمد بمسلط عليهم، تجبرهم على الإسلام، إنما بعثت مذكرا
[ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ] أي عظ بهذا القرآن من يخاف وعيدي.. ختم السورة الكريمة بالتذكير بالقرآن، كما افتتحها بالقسم بالقرآن، ليتناسق تلبدء مع الختام، في أبدع صورة، واروع كلام !
البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
١ - الإظهار في موطن الإضمار [ فقال الكافرون ] بدل فقالوا للتسجيل عليهم بالكفر.
٢ - الاستفهأم الإنكاري لإستبعاد البعث [ أئذا متنا وكنا ترابا ] ؟.
٣ - الإضراب عن السابق لبيان ما هو أفظع وأشنع من التعجب [ بل كذبوا بالحق ] وهو التكذيب بآيات الله وبرسوله المؤيد بالمعجزات.
٤ - التشبيه المرسل المجمل [ كذلك الخروج ] شبه إحياء الموتى بإخراج النبات من الأرض الميتة.
٥ - الاستعارة التمثيلية [ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ] مثل علمه تعالى بأحوال العبد، وبخطرات النفس، بحبل الوريد القريب من القلب، وهو تمثيل للقرب، بطريق الاستعارة كقول العرب : هو مني مقعد القابلة، وهي مني معقد الازار، ففيه استعارة تمثيلية، وهي من روائع أقسام الاستعارة.
٦ - الحذف بالإيجاز [ عن اليمين وعن الشمال قعيد ] أصله عن اليمين قعيد، وعن الشمال قعيد، فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه، وبين اليمين والشمال طباق وهو من المحسنات البديعية.
٧ - الاستعارة التصريحية [ وجاءت سكرة الموت ] استعار لفظ السكرة للهول والشدة، التى يلقاها المحتضر عند وفاته، وعبر عنها بالمجيء على طريق الاستعارة.
٨ - الجناس الناقص بين [ عنيد ] و[ عتيد ] لتغاير حرفي النون والتاء.
٩ - الطباق بين [ نحيي ] و[ نميت ].
١٠ - توافق الفواصل والسجع اللطيف غير المتكلف مثل [ ذلك يوم الوعيد ] [ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ] [ فبصرك اليوم حديد ] ومثل [ إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير ] [ ذلك حشر علينا يسير ] إلخ وهو من المحسنات البديعية، لما فيه من جميل الوقع على السمع.


الصفحة التالية
Icon