[ ذي الجلال والإكرام ] أي صاحب العظمة والكبرياء، والفضل والإنعام، قال في البحر : لما ختم تعالى نعم الدنيا بقوله :[ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ] ختم نعم الآخرة بقوله :[ تبارك اسم ربك ذى الجلال والإكرام ] وناسب هناك ذكر البقاء والديمومة له تعالى، بعد ذكر فناء العالم، وناسب هنا ذكر البركة وهي النماء والزيادة، عقب امتنانه على المؤمنين في دار كرامته، وما آتاهم من الخير والفضل العظيم، في دار النعيم.
البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
١ - المقابلة اللطيفة بين [ والسماء رفعها ] وبين [ والأرض وضعها ] وكذلك المقابلة بين [ خلق الانسان من صلصال كالفخار ] [ وخلق الجان من مارج من نار ].
٢ - التشبيه المرسل المجمل [ وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام ] أي كالجبال في العظم والضخامة، حذف منه وجه الشبه فأصبح مجملا.
٣ - المجاز المرسل [ ويبقى وجه ربك ] أي ذاته المقدسة وهو من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل.
٤ - الاستعارة التمثيلية [ سنفرغ لكم أيه الثقلان ] شبه انتهاء الدنيا وما فيها من تدبير شئون الخلق، ومجيء الآخرة وبقاء شأن واحد، وهو محاسبة الإنس والجن، بفراغ من يشغله أمور فتفرغ لأمر واحد، والله تعالى لا يشغله شأن عن شأن، وإنما هو سبيل التمثيل.
٥ - الأمر التعجيزي [ إن آستطعتم أن تنفذوا.. فانفذوا ] فالأمر هنا للتعجيز.
٦ - التشبيه البليغ [ فإذا انشقت السماء فكانت وردة ] أي كالوردة في الحمرة، حذف وجه الشبه وأداة التشبيه فصار بليغا.
٧ - الجناس الناقص [ وجنا الجنتين ] لتغير الشكل والحروف، ويسمى جناس الاشتقاق
٨ - الإيجاز بحذف الموصوف وإبقاء الصفة [ فيهن قاصرات الطرف ] أي نساء قاصرات الطرف، قد قصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم.
٩ - السجع المرصع غير المتكلف، كأنه حبات در منظومة في سلك واحد اقرأ قوله تعالى :[ الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ] وأمثاله في السورة كثير، وهو من المحسنات البديعية.
فائدة :
تسمى سورة الرحمن " عروس القرآن " لما ورد " لكل شيء عروس، وعروس القرآن سورة ا لرحمن ".