[ رضي الله عنهم ورضوا عنه ] أي رضي الله عنهم بما قدموا في الدنيا من الطاعات، وفعل الصالحات، ورضوا عنه بما أعطاهم من الخيرات والكرامات
[ ذلك لمن خشي ربه ] أي ذلك الجزاء والثواب الحسن لمن خاف الله وإتقاه، وإنتهى عن معصية مولاه
البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :
١ - الإجمال ثم التفصيل [ حتى تأتيهم البينة ] ثم فصلها بقوله [ رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة ].
٢-الطباق بين [ خير البرية ] و[ شر البرية ].
٣-الاستعارة التصريحية [ يتلوا صحفامطهرة ] لفظة مطهرة فيها (استعارة لطيفة) حيث شبه تنزه الصحف عن الباطل بطهارتها عن الأنجاس.
٤-المقابلة بين نعيم الأبرار وعذاب الفجار [ أن الذين كفروا من أهل الكتاب.. ] الآية وبين [ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ] الآية.
٥-توافق الفواصل وهو من المحسنات البديعية مثل [ البينة، القيمة، خير البرية، شر البرية ] ونحو ذلك.
تنبيه :
الاخلاص هو لب العبادة وقد جاء في الحديث القدسي :(أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري، تركته وشركه ) وقد قسم العلماء الأعمال إلى ثلاثة أقسام :" مأمورات، ومنهيات ومباحات " فأما المأمورات فالإخلاص فيها بأن يقصد بعمله وجه الله، وإن كانت النية لغير وجه الله، فالعمل رياء محض مردود، وأما المنهيات فإن تركها بدون نية خرج عن عهدتها، ولم يكن له أجر في تركها، وإن تركها إبتغاء وجه الله كان مأجورا على تركها، وأما المباحات كالأكل والنوم والجماع وشبه ذلك، فإن فعلها بغير نية لم يكن بها أجر، وإن فعلها بنية وجه الله فله فيها أجر، فإن كل مباح يمكن أن يصير قربة إذا قصد به وجه الله تعالى، مثل أن يقصد بالأكل القوة على العبادة، ويقصد بالجماع التعفف عن الحرام، والله تعالى اعلى وأعلم.


الصفحة التالية
Icon