٢- التكرار للتهديد والإنذار [ كلا سوف تعلمون ٥ثم كلا سوف تعلمون ] وعطفه ب [ ثم ] للتنبيه على أن الثاني أبلغ من الأول، كما يقول السيد العظيم لعبده : أقول لك، ثم أقول لك : لا تفعل، ولكونه أبلغ نزل منزلة المغايرة فعطف بثم.
٣- حذف جواب [ لو ] للتهويل [ لو تعلمون علم اليقين ] أي لرأيتم ما تشيب له الرءوس، وتفزع له النفوس، من الشدائد والأهوال.
٤- الإطناب بتكرار الفعل [ لترون ] [ ثم لترونها ] لبيان شدة الهول.
٥- الكناية [ حتى زرتم المقابر ] كنى عن الموت بزيارة القبور.
٦- المطابقة بين [ النعيم. والجحيم ].
٧- توافق الفواصل مراعاة لرءوس الآيات وهو من المحسنات البديعية.
تنبيه :
روى الترمذي عن عبد الله بن الشخير قال : انتهيت إلى رسول الله (ص)، وهو يقرأ هذه الآية (ألهاكم التكاثر ] فقال :" يقول ابن آدم، مالي، مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت " ؟
لطيفة :
روى مسلم عن أبي هريرة قال :(خرج رسول الهم(ص) ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال، : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟ قالا : الجوع يا رسول الله، قال : وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما! فقوموا، فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت : مرحبا وأهلا، فقال لها رسول الله (ص) : أين فلان ! قالت : ذهب يستعذب لنا الماء، إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله(ص) وصاحبيه، ثم قال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاءهم بعذق - عنقود - فيه بسر وتمر ورطب، فقال : كلوا، وأخذ المدية - السكين - فقال له رسول الله (ص) : إياك والحلوب ! فذبح لهم شاة فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العتق وشربوا، فلما شبعوا ورووا، قال رسول الله (ص) لابي بكر وعمر : والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتن أصابكم هذا النعيم).