[ إن شانئك هو الأبتر ] أي إن مبغضك يا محمد هو المنقطع عن كل خير، قال المفسرون : لما مات " القاسم، ابن النبي (ص) قال " العاص بن وائل " : دعوه فإنه رجل أبتر، لا عقب له - أي لا نسل له - فإذا هلك إنقطع ذكره، فأنزل الله تعالى هذه السورة، وأخبر تعالى أن هذا الكافر هو الأبتر، وإن كان له أولاد، لأنه مبتور من رحمة الله - أي مقطوع عنها - ولأنه لا يذكر إلا ذكر باللعنة، بخلاف النبي (ص) فإن ذكره خالد إلى آخر الدهر، مرفوع على المآذن والمنابر، مقرون بذكر الله تعالى، والمؤمنون من زمانه إلى يوم القيامة أنصاره وأتباعه، فهو كالوالد لهم، صلوات الله وسلامه عليه ).
البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :
١- صيغة الجمع الدالة على التعظيم [ إنا أعطيناك ] ولم يقل : أنا أعطيتك.
٢- تصدير الجملة بحرف التأكيد الجاري مجرى القسم [ إنا ] أي نحن.
٣- صيغة الماضي المفيدة للوقوع [ أعطيناك ] ولم يقل سنعطيك لأن الوعد لما كان محققا عبر عنه بالماضي مبالغة، كأنه حدث ووقع.
٤-المبالغة في لفظة الكوثر.
٥- الإضافة للتكريم والتشريف [ فصل لربك ].
٦- إفادة الحصر [ إن شانئك هو الأبتر ].
٧- المطابقة بين أول السورة وآخرها بين [ الكوثر والأبتر ] فالكوثر الخير الكثير، والأبتر المنقطع عن كل خير.


الصفحة التالية
Icon