[ من الجنة والناس ] بيانية أي هذا الذي يوسوس في صدور الناس، هو من شياطين الجن والإنس، كقوله تعالى [ شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ]، فالآية إستعاذة من شر الإنس والجن جميعا، ولا شك أن شياطين الإنس، أشد فتكا وخطرا من شياطين الجن، فإن شيطان الجن يخنس بالإستعاذة، وشيطان الإنس يزين لصاحبه الفواحش، ويغريه بالمنكرات، ولا يثنيه عن عزمه شيء، والمعصوم من عصمه الله.
البلاغه :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :
١ - الإضافة للتشريف والتكريم [ أعوذ برب الناس ] وفي الآيتين بعدها.
٢- الاطناب بتكرار الإسم [ رب الناس، ملك الناس، إله الناس ] زيادة قي التعظيم لهم، والإعتناء بشأنهم، ولو قال " ملكهم، إلههم " لما كان لهم هذا الشأن العظيم.
٣- الطباق بين [ الجنة ] و[ الناس ].
٤- جناس الإشتقاق [ يوسوس.. والوسواس ] ثم ما في السورة من الجرس الموسيقي، الذي يفضل الألحان بعذوبة البيان، وذلك من خصائص القرآن.
تنبيه :
عن عائشة رضي الله عنها قالت :" كان رسول الله (ص) إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ [ قل هو الله أحد ] والمعوذتين، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاثا.


Icon