٣- المخالفة في الإفراد والجمع، فقد أفرد النور وجمع الظلمات، لأن الظلمات من الأجرام المتكاثفة، ولها أسباب كثيرة، ولأن النور من جنس متحد، وهو النار.
٤- الإظهار في موضع الإضمار : فقد أظهر الضمير فقال :
« ربهم » مع أن ذكر اللّه تقدم، تفخيما لجلاله. وهي سنة من سنن العرب في كلامهم، يعيدون الاسم ظاهرا وإن تقدّم، دون تعبير عنه
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٦٣
بالضمير، للدلالة على كمال العناية. وقد تقدم هذا البحث والاستشهاد عليه بمطلع سينية البحتري.
٥- التنكير : فقد ابتدأ بالنكرة، وهو « أجل »، وكان الظاهر أن يؤخر المبتدأ، تقول : عندي كتاب، ولا تقول كتاب عندي.
و لكن الذي أوجب تقديم النكرة تعظيم شأن الأجل المضروب عنده سبحانه، والمراد به الساعة وتهويل أمرها.
٦- حذف المفعول به لظهوره، أي : يعدلون به، أي :
يسوون بربهم غيره مما لا يقدر على شي ء مما يقدر عليه. وهذه نهاية الحمق، وغاية الرّقاعة.
٧- العطف بثمّ لاستبعاد صدور الشك منهم مع وجود ما يقتضي عدمه.
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٣ الى ٥]
وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (٣) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٥)
الإعراب :
(وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٦٤
ما تَكْسِبُونَ)