ما اخترناه في تعليق قوله تعالى :« في السموات » هو وجه من اثني عشر وجها أوردها المفسرون والمعربون في إعراب هذا التعبير، وقد اختاره الزّجاج والزمخشريّ وابن عطية وأبو السعود، كأنه قيل :
و هو المعبود فيها، وقال ابن عطية : هو عندي أفضل الأقوال وأكثرها إحرازا. لفصاحة اللفظ، وجزالة المعنى. وفيما يلي بعض الوجوه المستساغة.
١- في السموات : متعلقان بمحذوف صفة للّه تعالى، حذفت لفهم المعنى، والتقدير : وهو اللّه المعبود أو المدبر.
٢- الكلام تمّ عند قوله :« و هو اللّه »، والجار والمجرور متعلقان بمفعول يعلم وهو : سركم وجهركم فيهما.
٣- متعلقان بيعلم، وجملة يعلم على هذا الوجه مستأنفة.
و نتجاوز بقية الأوجه لأنها لم تستقم معنا.
[سورة الأنعام (٦) : آية ٦]
أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (٦)
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٦٦
اللغة :
(مكّن له في الأرض) جعل له مكانا ومكنته أثبته.
(المدرار) : المغزار، ومفعال صيغة مبالغة تدل على الكثرة، كمذكار للمرأة التي كثرت ولادتها للذكور، ومئناث للتي تلد الإناث.
(قَرْناً) القرن اسم جمع، كقوم ورهط. وقد اختلف الناس في القرن حالة إطلاقه على الزمان، فجمهور أهل اللغة على أنه مائة سنة، ويطلق على الجماعة من الناس أهل زمان واحد، كما في الآية، ويجمع على قرون.
الاعراب :