فالبلابل الأولى جمع بلبل، وهو طائر غرد معروف، والثانية :
جمع بلبال، وهو الحزن، والثالثة : جمع بلبلة، بالضم، وهي إبريق الخمر. وتظرّف آخر فجمع بين هذا الفنّ وفنّ التجنيس وفن التورية فقال :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٧٤
لا كان إنسان تيمّم قاصدا صيد المها فاصطاده إنسانها
فالإنسان الأول هو الشخص المعروف، والإنسان الثاني بؤبؤ العين. وفيما يلي طائفة من أمثلة هذا الفنّ موزّعة على أقسامه الثلاثة المتقدمة. قال أبو العلاء :
لو اختصرتم من الإحسان زرتكم والعذب يهجر للإفراط في الخصر
و الخصر بفتحتين : البرودة.
و قال أبو تمام :
و من يك بالبيض الكواعب مغرما فما زلت بالبيض القواضب مغريا
و ما أجمل قول بعضهم :
فدع الوعيد فما وعيدك ضائري أطنين أجنحة الذباب يضير؟
و قال أبو تمام راثيا :
ثوى بالثّرى من كان يحيا به الثّرى ويغمر حرف الدهر نائله الغمر
و قد كانت البيض القواضب قبله بواتر فهي الآن من بعده بتر
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ٧٥
[سورة الأنعام (٦) : آية ١٢]
قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٢)
الإعراب :


الصفحة التالية
Icon