فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) الفاء عاطفة، وقطع فعل ماض مبني للمجهول، ودابر نائب فاعل، والقوم مضاف إليه، والذين اسم موصول في محل جر نعت للقوم، وجملة ظلموا لا محل لها لأنها صلة الموصول، والحمد الواو استئنافية، والحمد مبتدأ، وللّه جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر، ورب نعت أو بدل، والعالمين مضاف اليه.
الفوائد :
(إذا الفجائية) فيها ثلاثة مذاهب :
١- مذهب سيبويه : وهو أنها ظرف مكان أو زمان.
٢- مذهب جماعة آخرين من البصريين : وهو أنها ظرف زمان.
و في الحالين تتعلق بالخبر وهو قوله : مبلسون، أي أبلسوا في زمان إقامتهم أو مكانها.
٣- مذهب الكوفيين : وهو أنها حرف فلا تتعلق بشي ء. وهذا ما اخترناه. وسترد تفاصيل عنها في مواطنها.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١١٦
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٤٦ الى ٤٧]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (٤٦) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧)
اللغة :
(يَصْدِفُونَ) في المختار :« صدف عنه : أعرض، وبابه ضرب وجلس. وأصدفه عنه كذا : أماله عنه »، وصادفه قابله على قصد وبدونه، فما تقوله العامة : صدفة خطأ ولحن. وزعم صاحب المنجد أن الصدفة بكسر الصاد : لفظة مولّدة بمعنى المصادفة والاتفاق.
الاعراب :
(قُلْ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ) كلام مستأنف مسوق لأخذ الحجة عليهم، وقطع الطريق على مكابرتهم.