لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبّون
و من مجزوء الكامل :
و اللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
و من المجتثّ :
نبّى ء عبادي أنّي أنا الغفور الرحيم
و قد تلاعب الشعراء في هذا الموضوع وضمنوا أبياتهم آيات وردت منظومة بغير قصد، فورد بعضها طريفا حلوا. وقد ذكر عن أبي نواس أنه ضمن ذلك بقوله :
و فتية في مجلس وجوههم ريحانهم قد عدموا التّثقيلا
دانية عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلا
و هو من الرّجز ولا بد من إشباع الميم في « عليهم » ليستقيم الوزن. ولا مندوحة هنا عن الاشارة إلى أنه قد نشب بين العلماء خلاف حول جواز اقتباس الآيات الكريمة، والذي عليه الجمهور منهم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١٣٧
أنه جائز شريطة ألا يسف الناظم الى المعاني والموضوعات التي لا تتفق مع جلال القرآن. ومن طريف ما يذكر بهذا الصدد أن بعضهم نظم بيتا قال فيه :
و ما حسن بيت له زخرف تراه إذا زلزلت لم يكن
ثمّ توقّف لأنه استعمل فيه هذه الألفاظ القرآنية في الشعر فجاء إلى شيخ الإسلام تقي الدين بن دقيق العيد ليسأله عن ذلك، وأنشده البيت، فقال له الشيخ : قل : فما حسن كهف، فقال له : يا سيدي أفدتني وأفتيتني.
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٦١ الى ٦٢]
وَ هُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (٦٢)
الإعراب :
(وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) كلام مستأنف مسوق لبيان أنه سبحانه هو الغالب القاهر المتصرف بأمور العباد.
و هو مبتدأ، والقاهر خبره، وفوق ظرف متعلق بمحذوف حال، أي :


الصفحة التالية
Icon