١- الاستعارة في الخوض لأنه في اللغة : الشروع في خوض الماء والعبور فيه، وقد استعير للأخذ في الحديث والشروع فيه على أفانين متنوعة، وأساليب متعددة، على وجه العبث واللهو، فهي استعارة مكنية تبعية.
٢- الاختلاف في الشرط : قيل في الآية :« و إذا رأيت » فجاء الشرط بإذا لأن خوضهم في الآيات أمر غير مشكوك فيه، وجاء الشرط الثاني بإن لأن إنساء الشيطان أمر مشكوك فيه، قد يقع وقد لا يقع، لأنه معصوم منه، وقد تقدمت القاعدة، فسبحان قائل هذا الكلام.
٣- وضع الظاهر موضع المضمر. وقد تقدم بحثه للتنبيه على ظلمهم.
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٦٩ الى ٧٠]
وَ ما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٦٩) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠)
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١٤٥
اللغة :
(ذِكْرى ) مصدر ذكر، ولم يجي ء على فعلى بكسر الفاء غيره.
(عَدْلٍ) بفتح العين، أي : فداء لأن الفادي يعدل المفديّ بمثله.
و العدل الفدية.
(تُبْسَلَ) من البسل، وأصله في اللغة التحريم والمنع، يقال :
هذا عليك بسل، أي، حرام ممنوع. والإبسال : مصدر مثل البسل، وهو المنع. ومنه : أسد باسل، لأن فريسته لا تفلت منه، أو لأنه ممتنع. والباسل : الشجاع لامتناعه من قرنه. وفي المختار :« و أبسله :


الصفحة التالية
Icon