دخولها إفادة الاستقبال على وجه أوثق، إذ لا يتعلق الأمر والإرادة إلا بمستقبل، ونسلم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعدها، و لرب العالمين جار ومجرور متعلقان بنسلم.
البلاغة :
التشبيه التمثيلي المنفي في قوله :« كالذي استهوته الشياطين في الأرض »، والمشبه هو أنه لا ينبغي لنا ولا يمكن أن نعبد غير اللّه بعد أن هدانا، لأنا لو فعلنا ذلك لكنا مثل من حيرته الشياطين، فهو تشبيه جملة بجملة، واستفيد النفي من الإنكار في قوله :« أ ندعو ».
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٧٢ الى ٧٣]
وَ أَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٢) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣)
اللغة :
(الصُّورِ) : القرن ينفخ فيه، وهو المعروف اليوم بالبوق.
الاعراب :
(وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الواو
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١٥١
حرف عطف، وأن وما بعدها في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض، أي : وأمرنا بأن أقيموا الصلاة، وقد اختلف في هذا العطف، فقيل :
إنه في محل نصب بالقول نسقا على قوله : إن هدى اللّه هو الهدى، أي : قل هذين الشيئين، وقال سيبويه : إنه نسق على : لنسلم، والتقدير : أمرنا بكذا للإسلام ولنقيم الصلاة، و « أن » توصل بالأمر كقولهم : كتبت إليه بأن قم، وقد اختار الزمخشري هذا الوجه قال :


الصفحة التالية
Icon