بعد لام التعليل، والجار والمجرور متعلقان بالمعطوف المحذوف، واسم يكون مستتر تقديره هو، ومن الموقنين جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر يكون.
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٧٦ الى ٧٨]
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (٧٧) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِي ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٧٨)
اللغة.
(جَنَّ) تقدم اشتقاق هذه المادة عند ذكر الجنة، وهنا ما يختص بالفعل المسند إلى الليل، يقال : جنّ عليه الليل وأجنّ عليه : بمعنى أظلم، فيستعمل لازما، وجنّه وأجنّه، فيستعمل متعديا. فهذا ما اتفق عليه الثلاثي والرباعي، غير أن الأجود في الاستعمال : جنّ عليه الليل، وأجنّه الليل، فيكون الثلاثي لازما والرباعي متعديا.
(أَفَلَ) : الشي ء وأفولًا من بابي ضرب وقعد : غاب.
(بازِغاً) : البزوغ : الطلوع، يقال : بزغ بفتح الزاي، يبزغ بضمها، يستعمل لازما ومتعديا. وللباء مع الزاي، فاء وعينا للفعل،
إعراب القرآن وبيانه، ج ٣، ص : ١٥٥
خاصة متشابهة، تلك هي معنى الطلوع والبروز. يقال : بزّه ثوبه وابتزّه : سلبه على مرأى منه، وابتزت من ثيابها تجردت فظهرت يعريها، ومنه قول امرئ القيس :
إذا ما الضجيع ابتزّها من ثيابها تميل عليه هونة غير متعال
و بزل الشراب من المبزل : أساله منه، قال زهير بن أبي سلمى :
سعى ساعيا غيظ بن مرّة بعد ما تبزّل ما بين العشيرة بالدم
و البازي طائر معروف، ويقال : فلان يتحيّن كالحازي، ثم ينقضّ كالبازيّ. وهذا من العجب بمكان.
الاعراب :


الصفحة التالية
Icon